استيقظ أمس سكان الحي الشعبي ''مناخ فرنسا'' بوادي قريش في العاصمة، على وقع انفجار قوي هز الطابق الثالث والبناءات الفوضوية الموجودة فوقه لإحدى عمارات الحي، مخلفا كارثة مأساوية راح ضحيتها عشرون شخصا بين موتى وجرحى· وأرجع السكان المجاورون للأسر المتضررة أسباب الانفجار إلى تسرب الغاز في إحدى الشقق محدثا هزة قوية أسقطت أسقف عدة شقق في الطابق الثالث والبناءات الفوضوية المتواجدة في سطح العمارة المتضررة، ما زاد من حجم الأضرار وسقوط أربعة ضحايا (امرأة في الخمسين من العمر وأخرى في الثلاثين وشابان)، تم إخراجهم من تحت الأنقاض، بعد جهود كبيرة بذلها رجال الحماية المدنية الذين كانوا في عين المكان مباشرة بعد الكارثة، مجهزين بالعتاد والكلاب المدربة على البحث، بالإضافة إلى 15 جريحا تفاوتت درجات إصاباتهم، منهم من غادروا المستشفى بعد تلقيهم للإسعافات، فيما تم إجلاء طفلة في الرابعة من العمر حية ببعض الخدوش تحت الأنقاض، نقلت مباشرة إلى مستشفى باب الوادي· وذكر عقيد الحماية المدنية، محمد تيغريستين، في تصرح ل''الفجر''، أن أسباب الحادث ترجع إلى تسرب الغاز من إحدى شقق الطابق الثالث، حيث وقع الانفجار في الساعة التاسعة إلا الربع، وأتى على عدد من الشقق المجاورة والغرف المبنية فوضويا على سطح العمارة، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه تم إجلاء أول ضحية من تحت الركام في حوالي الساعة العاشرة والنصف، لصعوبة المهمة وتدهور حالة الشقق المبنية فوق سطح العمارة، فيما تم إجلاء الضحية الثانية والثالثة بعد ربع ساعة من إجلاء الضحية الأولى· وقد أكد الأمين العام لولاية الجزائر، زيتوني أولاد صالح، في تصريح ل''الفجر'' أن عملية الإنقاذ وتسيير عملية الإجلاء، تجري على قدم وساق وبحضور جميع المصالح المعنية، و''ما تواجد السلطات العمومية في مكان الحادث ومتابعة الوضع إلا دليل على تجند الجميع''، وقال إن ''الدولة لن تتخلى عن أبنائها، مهما كان الأمر''· وعبر سكان الحي الشعبي ''مناخ فرنسا'' عن غضبهم الشديد إزاء الأوضاع المتدهورة التي يعيشونها في شقق وصفوها ب''الصناديق''، جعلت أغلب شباب الحي يقدم على بناء بيوت فوضوية على أسطح العمارات هربا من الضيق، داعين السلطات المعنية التي حضرت بقوة إلى الاهتمام بانشغالاتهم في مجال السكن قبل حدوث كوارث جديدة·