تعرف المصحات الخاصة المنتشرة عبر ولاية عنابة، إقبالا منقطع النظير للمرضى عليها، حيث تسجل يوميا حسب مصادر طبية من داخلها، توافد ما يناهز المائة مريض من البالغين ناهيك عن الأعداد الهائلة للأطفال المرضى يزداد عدد زوّار المصحات في عنابة خاصّة بعد تعطّل المصوّرات الطبيّة بالولايات الأخرى مثل أجهزة السكانير و''إي أر أم''، وغيرها من وسائل التّصوير الإشعاعيّة، ما يدفع بمرضى الولايات المجاورة للتنّقل للمصحّات الخاصّة بولاية عنابة لإجراء الفحوصات اللاّزمة· وحسب بعض المصادر من داخل هذه المصحات، فإن هذا الأمر يشكّل تحديّا حقيقيّا أمام هذه المصحات في السيطرة على الوضع، وتنظيم العمل بغرض عدم فقد الزبائن المرضى بطريقة أو بأخرى، لأنّ ذلك يعني من وجهة النّظر التجارية تسجيل أرقام عمل مهمة، يستفيد منها صاحب المصحة الخاصة والطبيب سواء كان جراحا أو طبيب أشعة· وفي هذا السياق، أسرّت جهات عليمة بتجاوز أجر الطبيب الجرّاح ال 150 ألف دينار شهريّا في هذه المصحات· علما أن هؤلاء الأطباء يعملون بالموازاة في مستشفيات تابعة للقطاع العام، وتيسّر تنظيمه للعمل في القطاعين بفضل تسخيره يوما واحدا فقط للعمل في المصحة الخاصة يخصصه لإجراء العمليات الجراحية· وما يقال عن الطبيب الجرّاح ينطبق على تقني الأشعة الذي يستفيد من نظام استرجاع أيام الراحة في القطاع العمومي ليمارس عمله بالقطاع الخاص، ونفس الشيء بالنسبة للأطباء العامين والقابلات وحتى عاملات النظافة· مصحات 5 نجوم لمن استطاع إليها سبيلا ونتيجة لتذبذب العمل بمستشفيات ولاية عنابة، بسبب الإضرابات المتكررة لعمال الصحة من جهة والضغط الهائل للمرضى من كل الولاياتالشرقية على هذه المستشفيات من جهة أخرى، فقد وجد العديد ضالتهم بالمصحات الخاصة التي تنتشر بشكل ملفت للانتباه بولاية عنابة والتي تعد لوحدها أزيد من 10 مصحات خاصة، أبرزها مصحتي الفارابي وابن مروان لأمراض القلب اللّتان تستقبلان أعدادا لا بأس بها من المرضى يوميا، ما وسّع في نشاطاتها· ودفع هذا الإقبال مالكي هذه المصحات إلى التفكير في تجديد آلات المصورات الطبية لاقتناء آخر ما تجود به القريحة العلمية خاصة الألمانية منها، قصد التوصّل لتقديم أحسن خدمة طبية للمريض· كما عمل أصحاب هذه المصحات على تخصيص أجنحة من 5 نجوم للراغبين في خدمة وعناية طبية من نوع خاص، علما أن تكلفة الإقامة لليلة واحدة مثلا بمصحة ابن مروان تبلغ 20 ألف دينار، وهناك من لا يجد هذا المبلغ مكلفا لأنه يريد خدمة صحية ممتازة، في حين أن هناك من المرضى من يبيع ما أمامه وما وراءه للقيام بأشعة ال''إي أر أم'' التي يبلغ سعرها 13 ألف دينار وذلك بطلب من الطبيب الذي يتعامل مع المصحة، حيث يوجه مريضه مباشرة لدى قسم الأشعة في هذه المصحة الخاصة، وبذلك يتشكل رابط تجاري بين الطبيب وأصحاب المصحة الخاصة· جدير بالذكر أن بعض المصحات الخاصة حاولت إقحام العمليات التجميلية في سجل نشاطاتها وعملت لفترة وجيزة في الميدان وحققت أرباحا معتبرة، إلا أن استقدام الأطباء المختصين من تونس وبلجيكا وضع عدة عقبات إدارية ومالية دفعت بأصحاب هذه المصحات إلى وقف هذا النشاط، الذي كان بإمكانه در أرباح معتبرة تضاف إلى مجمل الأرباح التي تسبب فيها تردّي الخدمات الصحية بالمستشفيات العمومية التي تربطها علاقة تشنج مع هذه المصحات الخاصة·