تسير قضية مهرجان وهران للفيلم العربي، نحو التعقيد أكثر فأكثر، قبل ستة أشهر من موعد طبعته الرابعة، التي أثير حولها جدل كبير بخصوص سعي وزارة الثقافة سحب بساط الوصاية من تحت أقدام حبيب شوقي حمراوي رئيس مؤسسة الفنك الذهبي وسفير الجزائر المقيم برومانيا، من جهة، أو إلغاء الطبعة ككل من جهة أخرى علمت ''الفجر'' من مصادر مطلعة، أن أحمد بجاوي رفض خلافة مؤسس مهرجان وهران السينمائي، على رأس محافظة المهرجان، بعد أن اقترحت الوزارة عليه ذلك، على خلفية سعيها لفرض وصايتها على التظاهرة السينمائية التي بعثت قبل ثلاث سنوات، بمبادرة من مدير التلفزيون السابق حبيب شوقي حمراوي· وأكدت ذات المصادر أن بجاوي اعتذر عن قبول العرض بحجة أن مهرجان وهران ولد على أيدي علاقات شخصية، أسسها حمراوي طيلة السنوات السابقة، وأنه من الصعب مسك زمام تنظيم المهرجان في هذا الظرف بالذات· اعتذار بجاوي عن قبول العرض الوزاري، جاء في الوقت الذي تتحدث فيه بعض المصادر عن إمكانية بعث مهرجان دولي جديد للسينما، في السنة الجارية، يثير اهتمام الكثير من المتابعين بما فيهم بجاوي نفسه، وهو الأمر الذي اعتبرته مصادرنا، سببا في اعتذار بجاوي عن السفر إلى وهران، أمام إصرار الوزارة على ترسيم اسم جديد للمهرجان، رغم أن حمراوي لا يزال يعتبر نفسه صاحب الحق في رعاية مولوده· وفي هذا الصدد، أعرب حمراوي في اتصال هاتفي مع ''الفجر''، عن استغرابه لما أثير ويثار حول تنظيم هذه التظاهرة السينمائية، التي اعتبرها مكسبا جزائريا خالصا، من غير المجدي أن تتقاذفه المزايدات· وقال حمراوي إن ما يحز في نفسه، هو عدم إعلامه بالموضوع وأنه لم يستشر لا من قريب ولا من بعيد عن أي تفصيل يشير إلى احتمال رفع يده عن تنظيم المهرجان، واعتبر حمراوي أن أي قرار ارتجالي يتعلّق بتغيير إدارة المهرجان أو حذف طبعته القادمة، من وسعه إدخال هذا المكسب الثقافي الجزائري في متاهات هو في عنى عنها، في هذا الظرف الذي - يضيف حمراوي - يجب أن نرفع فيه تحدي الثبات على الجودة، خصوصا بعد تداعيات اضطراب العلاقات الثقافية الجزائرية المصرية، والحديث عن تأثير الغياب المصري على طبعته القادمة·ووسط هذه التجاذبات، يبقى مصير مهرجان وهران السينمائي الفتي، غامضا، مع اقتراب موعد طبعته الرابعة في الصائفة القادمة، الأمر الذي يتطلب عملا تحضيريا كبيرا، من الصعب تدارك ما يضيع من وقته، بسبب صراعات شخصية، فيها ما هو مكشوف وما خفي منها أعظم·