إجراء 600 عملية شهريا لانسداد شريان القلب بمستشفى بارني تفيد دراسة علمية أجراها فريق طبي جزائري عامل في القطاع الصحي، إحصاء أزيد من 6 آلاف جزائري يموتون سنويا بأمراض القلب، وذلك بأكثر من السرطان وحوادث المرور التي تخلف 4 آلاف وفاة في السنة. يحدث ذلك نتيجة غياب ثقافة صحيحة لدى المواطنين الذين لا يبالون بوضعيتهم الصحية إلا بعد حدوث مضاعفات صحية خطيرة تجعلهم يقصدون المصالح الطبية طلبا للعلاج، وأثبتت الإحصائيات أن 75% من المرضى المصابين بالقلب بتهاونون على إجراء المراقبة الطبية الدورية بسب ظروف اجتماعية قاهرة والبطالة في ظل غياب إشتراكات لدى مصالح الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي. وأكد المشاركون في الملتقى الجهوي لولايات الغرب حول أمراض القلب، بحضور مختصين من مخابر فايزر الأمريكية، أن هناك 9 ملايين شخص يعاني من مرض القلب بالجزائر بمعدل 30% بعدما تجاوز هذا الداء الخطوط الحمراء. من بين العوامل المسببة للإصابة بالمرض، هناك ارتفاع ضغط الدم وداء السكر والسمنة وارتفاع الكولسترول في الدم، من شأنه إحداث لجلطة دموية في القلب والسكتة القلبية. وأرجع المختصون سبب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم إلى التغييرات المسجلة في نمط حياة الجزائرين من خمول واتباع نظام غذائي غير صحي، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالتدخين. وقال الدكتور ميشال كراميف، أستاذ بكلية الطب بجامعة نانت الفرنسية، أن %25 من نسبة الكولسترول تأتي من الطعام الذي تستهلكه، و%75 المتبقية يتم تصنيفها من قبل الجسم. وتوصل فريق طبي مختص أن 50% من الجزائريين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 40 سنة. وأفاد المشاركون أنه يتم شهريا إجراء 600 عملية جراحية بمستشفى بارني لانسداد الشرايين. من جهته أوضح أحد المختصين أن المشكل المطروح اليوم يتمثل في التسيير وليس في انعدام أونقص إمكانيات العمل، حيث أن سياسة التسيير العرجاء للقطاع أعاقت التسيير الحسن للمصالح الطبية التي أصبحت في وضعية مزرية ولاتبعث إطلاقا على التفاؤل، وذلك ما طرح عجزا في الأسرة وضغطا في عدد المرضى. كما أجريت دراسة أخرى أسفرت عن إحصاء 2400 مريض يعاني من ارتفاع ضغط في الدم، الذي يسهل الإصابة بمرض القلب، في الوقت الذي يبقى عدد كبير من غير المؤمنيين في الضمان الإجتماعي يعانون الأمرّين من غلاء أسعار الأدوية ومن جهة أخرى تكاليف العلاج رغم الميزانيات الضخمة بملايير الدولارات التي توجه إلى قطاع الصحة، يبقى المرضى يعانون ويموتون في صمت في ظل غياب الرعاية الطبية الكافية وسوء تسيير المصالح الطبية.