وسط إجراءات أمنية مشددة، وصل إلى القاهرة قادما من فيينا، محمد البرادعي، الذي انتهت ولايته مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل شهور، حيث كان في استقباله ناشطون يدعمون ترشحه للانتخابات الرئاسية المصرية وذكر عبد الرحمن يوسف، مقرر الحملة المستقلة لدعم البرادعي، أن مستقبلي المدير العام السابق للوكالة الذرية بلغ عددهم ثلاثة آلاف شخص، مشيرا إلى مضايقات أمنية قال إنها استهدفت بث الذعر. وقال يوسف، حسب مصادر إعلامية، إن تعديل الدستور يتوقف على دعم الشعب المصري للبرادعي، معتبرا أن الاستقبال الحاشد له في مطار القاهرة يعبر عن ذلك. وتحدث عما سماه حالة غير عادية من الحماس بين مستقبلي البرادعي الذين رددوا الهتافات الوطنية والمنددة بالظلم والفساد. كما قال يوسف "إذا لم يتحرك الشعب المصري مع البرادعي، فلا أمل في التغيير". وقد تقدم المستقبلين عدد من السياسيين والكتاب والفنانين المشاهير، منهم رئيس الحزب الدستوري، ممدوح قناوي، ومنسق حركة كفاية، جورج إسحاق، والشاعر عبد الرحمن يوسف والروائي علاء الأسواني والفنان خالد أبو النجا، إضافة إلى ممثلين عن حركتي كفاية و"6 أبريل" وحملة "البرادعى رئيسًا لمصر في 2011". ورفع المستقبلون لافتات تؤيد ترشيح البرادعى لرئاسة مصر وتقول إنه "السبيل إلى الحرية والتقدم لمصر".في هذه الأثناء، قالت مصادر أمنية مصرية إن أجهزة الأمن تعاملت مع وصول البرادعي باعتباره مواطنا عاديا، وأرجعت الإجراءات الأمنية المكثفة لكون "منطقة المطار مكانا حساسا للغاية". وكان البرادعي (67 عاما) قد قال في وقت سابق إنه لا يريد صداما مع الحكومة، مشددا على أن علاقته بالسلطة هي "علاقة مودة واحترام". وأضاف "المسألة ليست شخصية وإنما خلاف في السياسات، لذا أود أن يقوم الأسلوب نحو التغيير على أساس الحوار وليس التصادم". كما اعتبر أن أهم ما يحتاجه التغيير الديمقراطي في مصر هو إتاحة الترشح لمنصب رئيس الدولة أمام الجميع دون قيود. وكان البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، قد أعلن العام الماضي أنه يفكر في خوض انتخابات الرئاسة المقررة في مصر عام 2011 لكنه قال لاحقا إن مسعاه الممكن هو "التحرك السلمي المنظم لتغيير الدستور". يشار إلى أنه بمقتضى الدستور يجوز الترشح لانتخابات الرئاسة لعضو في الهيئة العليا لكل حزب مرخص قانونا إذا كان العضو قضى في الهيئة العليا للحزب عاما على الأقل قبل الانتخابات وإذا كان الحزب ممثلا في البرلمان. كما يقضي الدستور بأن من يرغب في الترشح مستقلا يتعين عليه أن يحوز تزكية 250 من أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية للمحافظات وكلها مجالس يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وفي هذا السياق، يذكر أنه لم يسبق للبرادعي الانضمام إلى حزب كما رفض الانضمام إلى أي حزب لهذا الغرض حتى الآن.