الأيام الجزائرية القاهرة ( وكالات ): ثارت زوبعة إعلامية كبيرة بعد الإعلان عن احتمال ترشح المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية «محمد البرادعي» لرئاسة مصر وأخذ الجدل يتزايد في الساحة السياسية المصرية، على خلفية اشتراطه تعديل الدستور وإجراء الانتخابات تحت رقابة دولية. تعرض مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق «محمد البرادعي»، عقب إعلانه نيته الترشح لمنصب الرئاسة في مصر إلى "حملة منظمة"، من الصحف المصرية الحكومية، وقنوات فضائية محسوبة على رجال أعمال مقربين من الحزب الوطني الحاكم. وجاءت ردود الأفعال على هيئة مقالات تهاجم «البرادعي»، وتوجه إليه اتهامات عديدة منها أن له جنسية سويدية، وهو ما نفاه، وأنه تآمر لضرب العراق، وأنه يشبه الرئيس الأفغاني «كرزاي»، كما ردت الصحف المستقلة والحزبية بهجوم مضاد على النظام والصحف الحكومية. وتصدرت أخبار «البرادعي» تعليقات معظم الصحف المستقلة والمواقع الالكترونية مثل «الفيس بوك» و«اليوتيوب»، وأذاعت مقاطع تنفي حصوله على جنسية أخرى غير المصرية رداً على الهجوم عليه واتهامه بالبعد عن مصر لمدة 27 عاماً. وانتقد وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية «مفيد شهاب» تفكير «البرادعي» بالترشح لمنصب الرئيس في مصر قائلا انه "مخطئ". وقال شهاب ل«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، الأحد "استبعد إن يكون العالم المصري «محمد البرادعي» يفكر في الترشيح بجدية لهذا المنصب الكبير وإن كان يفكر فهو مخطىء". وأضاف أن "منصب رئيس الدولة يحتاج إلى شخصية قيادية حزبية تتفهم طبيعة العمل السياسي.. وان «البرادعي» مواطن مصري عالم في تخصصه، مقيم بالخارج يقول رأيه، لكنه قضى فترة كبيرة خارج البلد وتنقصه خبرة العمل السياسي والحزبي". وتابع أن «البرادعي» "عالم مصري له قيمته وثقله في تخصصه ولا نقلل من قيمته كمواطن مصري شرّف بلده، مثله في ذلك مثل «أحمد زويل» و«نجيب محفوظ» والعديد من المصريين المبدعين، لكن هذا لا يدعو للخلط بين ما قدمه هؤلاء وبين أمر خطير مثل الترشيح لرئاسة الجمهورية". وقال «شهاب» "أعتقد إن كل ما أثير في هذا الأمر كان وراءه مبالغة إعلامية". وكان «البرادعي» وضع شروطا لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية لعام 2011، نشرت الجمعة الماضي، منها أن تجري العملية الانتخابية بصورة ديمقراطية. ويرى مراقبون أن «البرادعي» يواجه مصاعب في الترشح لانتخابات الرئاسة منها انه لم يكن عضوا في الهيئة العليا لأي حزب لمدة عام، كما أن المسؤولين في مصر يرون انه لا يلقى الدعم سوى من الساحة العالمية والنخبة والأكاديميين في مصر. لكن ناشطين شبابا في حزب الوفد الليبرالي يتحركون لضمه إلى قيادة الحزب تمهيدا لترشيحه للرئاسة، كما تدعو عدة مجموعات من خلال شبكة "فيسبوك" المصريين إلى "التصويت للبرادعي". وكان شهاب رفض في أكتوبر الماضي ترشيح شخصيات مصرية بارزة من بينها العالم الحائز على جائزة نوبل أحمد زويل و«البرادعي» والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للرئاسة بعد انتهاء فترة الرئيس حسني مبارك عام 2011. ويشغل الرئيس المصري حسني مبارك منصب الرئاسة منذ أكتوبر عام 1981، ويرى مراقبون انه سيسلم الحكم إلى نجله الأصغر «جمال مبارك» (45 عاما). ويشترط في أي مرشح للرئاسة المصرية أن يكون عضوا قياديا في حزبه لمدة خمسة أعوام على الأقل وان ينال تأييد 250 عضوا في المجالس المنتخبة، وهي شروط لا تتوفر سوى في مرشح الحزب الوطني الحاكم. وتثير مسألة الخلافة السياسية في مصر جدلا مستمرا بخاصة أن «مبارك» سيدخل عامه الثاني والثمانين في ماي المقبل، في ظل شائعات حول حالته الصحية.