يعكف سكان المدية على شراء شموع المولد النبوي الشريف بعدد أفراد الأسرة، ومن ثم يختار كل فرد من أفرادها شمعته ويسمّيها باسمه ويشعلها، والأخير الذي تنطفئ شمعته حسب الأسطورة يعد صاحبها طويل العمر. وفي هذا الصدد تبقى العائلة مستيقظة تنتظر من تنطفئ شمعته آخرا. وتقوم ربات البيوت في ليلة المولد بتحضير أشهى الأطباق احتفاء بهذه المناسبة، حيث تحضّر النسوة طبق الكسكسي أوالرشتة مع الدجاج ومرق الكوسة والحمص، فهذان الطبقان من ضروريات مائدة المولد االنبوي بالنسبة للعائلة المداينية. وجرت العادة عند العائلات اللمدانية أنه، في مثل هذا اليوم، تُخطب الفتيات وتقدم المهيبة للمخطوبات، أو ما يعرف ب“التيزري”، وهي مناسبة سعيدة يجتمع فيها أفراد العائلتين لتحديد مواعيد الزواج وبعض الشروط لإتمامه. وتحيي معظم مساجد المدية ليلة المولد النبوي بتلاوة الذكر الحكيم ومدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مشكلين حلقات للذكر، يتدارسون فيها سيرة النبي وخصاله الحميدة التي يحرص الإمام على تلقينها لجموع المصلين. كما يتم خلال هذه الليلة تنظيم المسابقات الدينية وتكريم الفائزين وحفظة القرآن الكريم. ولا يمكن أن تمر مناسبة المولد النبوي بالمدية دون أن نتحدث عن المفرقعات والألعاب النارية، التي يتم عرضها من قبل الشباب في ساحة جامع النور وطحطوح والرشبة بشتى الأنواع، قبل المولد بأسبوع أو أسبوعين، وبالرغم من ارتفاع أسعارها إلا أن سكان المدية يضطرون إلى شرائها إرضاء لأبنائهم.