العلَّة في ذلك شرَفُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعُلُوُّ قَدْرِهِ، والعادة عند العرب أن كثْرة الأسماء تدلُّ على شرَفِ المُسمَّى. ثانيًا: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم امْتازَ بصفاتٍ حَميدة اشْتُقَّ له مِن كل صفة منها اسمٌ، كالرؤوف الرحيم، والبشير النذِير، وأحمد، ومحمود، وحامد، ونحو ذلك. ثالثًا: أن الله أخبرَ عنه في الكتب السابقة وبَشَّرَ به كلُّ نبيٍّ أمَّتَه، فكان كلُّ نبيٍّ يُسمِّيه بوَحْيٍ مِن الله بالصفة التي يُعرف بها بينهم على اختلاف لُغاتهم وعاداتهم وتَقاليدهم، والذي سمَّاه هذه الأسماء هو الله تعالى إمَّا بوَحي لبعض أنبيائه، أو بإلْهامٍ كما أَلْهَمَ جَدَّه عبد المطلب أن يُسمِّيَهُ مُحمدًا.