قال رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي الحليب، محمود بن شكر، إنه لا يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة الحليب وتقليص فاتورة استيراد مادة مسحوق الحليب، ما لم تتدخل الحكومة لتسقيف أسعار مادة مسحوق الحليب، التي يبقى سعرها في السوق العالمية غير مستقر، وفي الكثير من الأحيان يتكبد مربو الأبقار خسائر معتبرة جدا نتيجة انخفاض أسعار هذه المادة أوضح رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي الحليب، أن معدل التخلي، عن تربية الأبقار المنتجة للحليب، يتراوح سنويا ما بين 20 و30 بالمائة، بحيث لم يتمكن المئات من مربي الأبقار من مواجهة ما تفرضه أسعار انخفاض أسعار بودرة مسحوق الحليب في السوق العالمية، الأمر الذي ينعكس بالسلب على مستقبل إنتاج الحليب، بحيث يرفض أصحاب مصانع إنتاج الحليب المبستر قبول حليب الأبقار من طرف المربين بأسعار تقل عن 15 دينار للتر الواحد. وأضاف، بن شكر، في تصريح ل”الفجر” أن هذه الوضعية كلفت المربين خسائر جد معتبرة، حيث يجبرون على إدخال كميات الحليب المرفوضة من طرف أصحاب المصانع إلى الأسواق الوطنية بأسعار لا تكفيهم لمواجهة عناء التكاليف الباهظة، ومواصلة نشاطهم، مما أجبر العديد منهم على التوقف عن العمل. وفي سياق متصل، اقترح المتحدث أن تتدخل الحكومة لتسقيف أسعار بودرة مسحوق الحليب في حدود 30 دينار للتر، حتى يتمكن المربون من مزاولة النشاط، مضيفا أن مستقبل إنتاج الحليب وتحقيق الاكتفاء الذاتي لا يمكن له أن يرى النور مستقبلا طالما أن العديد من مربي الأبقار يفكرون في التخلي عن هذا النشاط، بسبب طبيعته المتعبة والمكلفة جدا، وكذا لعزوف فئة الشباب عن تربية الأبقار لاقتناعهم بأنها مهنة متعبة وغير مضمونة الأرباح، طالما أن المربي يتحمل لوحده الخسائر الناجمة عن انخفاض أسعار بودرة مسحوق الحليب المستوردة. من جانب آخر، تطرق رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الحليب إلى برنامج تطوير وعصرنة تربية الأبقار، حيث تم الاتفاق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية على إدخال تقنيات السقي العصري بواسطة التقطير للمساحات الخاصة برعي الأبقار، بهدف الرفع من مردودية الإنتاج، لا سيما وأن منتجي الحليب يواجهون إشكالية غلاء ونقص الغطاء النباتي، على اعتبار أن البقرة الواحدة تستهلك يوميا ما بين 60 و70 كغ من الحشيش، إضافة إلى أنه سيتم تحديث الاسطبلات وتدعيم المربين بتقنيات حديثة كالتلقيح الاصطناعي.