وضعت الموظفة الجزائرية مريم مهدي حدا للإضراب عن الطعام الذي دخلت فيه منذ العاشر ديسمبر المنصرم، بعد طردها من منصب عملها بشركة “بريتيش غاز” البريطانية بحاسي مسعود، وجاء قرار توقيف الإضراب بعد تداول أخبار عن اتفاق بين محامي مريم والشركة حول مهدي وفي مقدمتها إعادتها إلى منصب عملها، وهو ما نفته بريتيش غاز وأكدت أنه لا وجود لأمر رسمي إلى حد الآن. كشفت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدراة العمومية “السناباب”، في بيان استلمت “الفجر” نسخة منه، عن توقيف مريم مهدي لإضرابها عن الطعام الذي دام قرابة 85 يوما، منذ 10 ديسمبر الماضي إلى غاية 4 من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن هناك مستجدات بخصوص قضيتها مع شركة “بريتيش غاز” (؟) والتي تؤكد أن محامي الضحية توصل إلى اتفاق تم توقيعه مع هذه الأخيرة. ولم تشر النقابة إلى فحوى الاتفاقية، وهل تمت الموافقة رسميا على إعادتها إلى منصبها بفرع الشركة بحاسي مسعود، وتقديم تعويضات مقابل القرار التعسفي الذي أصدرته الشركة في حقها، والتعويض المادي حول صحتها المتدهورة بعد أكثر من 85 يوما من الإضراب عن الطعام، حيث أكدت نصيرة غزلان الأمينة العامة ل”السناباب” أنهم يجهلون ما طرأ من مستجدات، مضيفة أنهم تلقوا معلومات من محامي مريم بأنه توصل إلى حل وسط مع محامي الطرف الثاني. وكان ل”الفجر” اتصال مع ممثل شركة “بريتيش غاز” البريطانية السيد عين، حيث كان رده على ما تم تداوله أنه لحد الساعة ليس هناك حديث رسمي عن إمكانية عودة مريم مهدي إلى منصبها أو الاتفاق عن تعويضها، وكذا التكفل بمصاريف علاجها بالنظر للأضرار التي لحقتها من إضرابها عن الطعام. وقال المتحدث أن كل هذا ستتكفل به إدراة الشركة، فهي المخولة لاتخاذ مثل هذه القرارات، مؤكدا على إمكانية تحقيق هذه المطالب لتسوية قضيتها نهائيا. يذكر أنه وقبل الإعلان عن توقيف مريم مهدي الإضراب عن الطعام، كانت هناك عدة اتفاقيات فاشلة بين محامي الطرفين، وأسبابها حسب ما تم تداوله حينها هو التعويضات الخيالية التي طالبت بها الموظفة السابقة من الشركة، وهو ما نفته “السناباب” واعتبرته مراوغة من قبل الشركة. هذا وقد عادت مريم مهدي إلى أسرتها التي تقطن بولاية بجاية في حالة صحية حرجة، بعد أن كان يتوقع وفاتها في أية لحظة، بعد إجماع الأطباء على أن جهازها المناعي تعطل تماما وأكدوا إصابتها بمرض فقر الدم بسبب تضاعف الكريات البيضاء، زيادة إلى انخفاض شديد لنسبة السكر في الدم وتوقف نشاط الكلى، وضيق في التنفس، ما أدى إلى دخولها الإنعاش أكثر من مرة.