في الوقت الذي يشهد الشارع الجزائري غليانا غير مسبوق فإن الناخب الوطني بدا هادئا جدا وهو يتحدث عن المنتخب بعد الخرجة غير الموفقة ضد صربيا، حيث أكد عدم اهتمامه بكل ما يقال أو يكتب ضده لثقته الكبيرة في فريقه الذي سيكون أقوى عندما تتحسن الظروف ويستعيد كل لاعبيه كما أكد أنه والفاف بصدد دراسة نقل المواجهة الأخيرة ضد الامارات المقررة يوم 4 جوان القادم خارج الجزائر وأمور أخرى نترككم تكتشفونها فيما يلي: ما هي إلا مباراة ودية استهل سعدان حديثه بالتأكيد على أن مباراة صربيا لم تكن إلا مواجهة ودية ونتيجتها هي آخر ما يجب التمعن فيه، ورغم ثقلها إلا أنها قد تكون مفيدة للخضر وتسمح لهم بمضاعفة مجهوداتهم ووضع الأرجل على الأرض. اجتمعت علينا الأضداد وأوضح الناخب الوطني أن المباراة لعبت بعد تربص قصير جدا لم يكف لإيجاد حلول للمشاكل الكثيرة التي واجهت المنتخب، أهمها الغيابات الاضطرارية للعديد من الركائز وحتى من كان جاهزا للعب فقد كان نقص المنافسة باديا على أدائه. لعبنا شوطا أول ممتازا وبالحديث عن مجريات المباراة وحسب نفس المتحدث، فقد لعب الخضر شوطا أول في أعلى مستوى وتمكنوا من أخذ زمام السيطرة من خصمهم الذي لم يقو على القيام سوى بمحاولتين سجل منهما هدفا باهتا، أما الخضر فقد كانوا أكثر حضورا واستشهد بلقطة انفراد مطمور إثر كرة رائعة من بلحاج، لكن اللمسة الأخيرة لا تزال تنقص مهاجمي المنتخب، وهذا ما سيركز عليه مستقبلا. الانهيار البدني سبب تدهورنا في المرحلة الثانية لكن الإعاقة البدنية للاعبينا حالت دون مواصلتهم للمباراة بنفس الريتم، ورغم أنه تعمد الإبقاء على نفس التشكيلة أملا للعودة في النتيجة عن طريق غزال ثم جبور، إلا أن حارس الصرب كان في يومه وأجهض كل المحاولات وأعطى الثقة لرفقائه الذين استغلوا عامل اللياقة لترجيح الكفة لصالحهم. نمر بفترة صعبة اعترف المدرب سعدان بأن المنتخب الوطني يمر بفترة صعبة حاليا بعد هذه الهزيمة الثقيلة وهو في وضع يشبه إلى حد كبير ما كان عليه بعد مواجهته الأولى في دورة أنغولا الأخيرة، بعدما خسر أمام مالاوي بنفس النتيجة، وقال إن على الجميع التحلي بالشجاعة للعودة إلى الواجهة. الإصابات مشكلتي الأكبر في المنتخب كشف سعدان أن الإصابات هي المنافس والعدو رقم واحد للمنتخب، كونه لم يتمكن منذ مدة من الاستفادة من كافة لاعبيه دفعة واحدة، وفي كل مرة يفاجأ بعدم قدرته على توظيف هذا العنصر أو ذاك وهو ما أعاقه عن أداء عمله كما يريد. لحسن سعيد بتواجده مع الخضر وعن الوافد الجديد مدحي لحسن فقد كشف سعدان أنه تحدث إليه عقب المباراة ومنحه حرية الاختيار بين البقاء أو الرحيل، وكان رده بأنه في منتهى السعادة لتواجده مع المجموعة الحالية للخضر، ولم ينس الإشادة بالجمهور الذي جعله يلعب بقلب منشرح مع المنتخب الجزائري. لن أغلق الباب في وجه أي لاعب وجدد سعدان تأكيده أنه لن يغلق باب المنتخب في وجه أي لاعب يمكنه أن يقدم دفعا إضافيا وإيجابيا للمنتخب، واكتفى في هذا الصدد بذكر الحارس شاوشي الذي يتمنى أن يكون قد اتعظ مما حدث له في الكان، كما أكد أن له عدة عيون تعاين منذ مدة عدة محترفين جزائريين كشاقوري، بوزيد وقديورة، ولم ينس التأكيد أيضا أنه لن يتردد في ضم أحسن لاعبي المنتخب المحلي الذي يشرف عليه بن شيخة لأن المنتخب لكل الجزائريين. هذه هي المناصب التي نود تدعيمها ورغم أن سعدان تحفظ عن ذكر الأسماء إلا أنه لم يتردد في القول إن تركيزه موجه لتدعيم صفوف المنتخب بحارس من العيار الثقيل إضافة لظهيرين، وقال إنه يملك 3 مسترجعين من أحسن ما يكون ويتمنى إيجاد لاعب آخر للوسط الدفاعي. لست قلقا بشأن الهجوم إذا كانت التدعيمات التي ذكرها منطقية فإن المفاجأة الأكبر والتي قد لا يصدقها الكثير هي أن سعدان قال إنه ليس قلقا بشأن الخط الأمامي، وأنه يملك حلولا كثيرة، وهنا قد نحتاج إلى سطر من علامات التعجب والاستفهام، لأن الواقع الميداني يظهر عكس ذلك تماما ويكفي أن نذكر أن هجومنا لم يسجل أي هدف في مواجهاته الثلاثة الأخيرة لكل من مصر، نيجيريا وصربيا. الغيابات سبب تدهور الدفاع وإذا كان منتخبنا لم يسجل أي هدف في المواجهات المذكورة فإنه في مقابل ذلك تلقى ثمانية أهداف كاملة، وهو ما يثير المخاوف بكل تأكيد، لكن سعدان خفف من حدة الأرقام المطروحة وخاصة تلك المتعلقة بالدفاع، بكونه يلعب دوما بغيابات منذ مواجهتي مصر في القاهرة وأم درمان. أمل استرجاع كل العناصر في دبلن لكن حجة سعدان كانت في أمله استعادة كل اللاعبين منتصف الشهر القادم قبل التنقل إلى دبلن لمواجهة إيرلندا يوم 18 ماي القادم، فهذا الأمر كاف حسبه حتى يكون الخضر أكثر قوة وأكثر فاعلية. سنواصل العمل ومتأكد من التحسن ورغم تعالي الأصوات ضده، إلا أن سعدان أكد عدم مبالاته بما يحدث، وأنه يكتفي بثقة الهيئة المسيرة ويقصد التأييد المنقطع النظير من رئيس الفاف محمد روراوة، ما يجعله يواصل العمل وهو واثق من تحسن الأحوال لاحقا، خاصة إذا كان من يعتمد عليهم في فورمتهم نهاية الموسم، أما عنه فهو معتاد على الضغوطات ولا يبالي بالانتقادات. قد نواجه الإمارات خارج الجزائر وتبقى المفاجأة الأكبر التي فجرها سعدان هي أن الأمور التنظيمية لم تكن في المستوى وأفقدت لاعبيه تركيزهم، ما جعله يفكر من الآن رفقة مسؤولي الفاف في نقل المواجهة الأخيرة ضد الإمارات، المقررة يوم 4 جوان القادم، إلى خارج الجزائر للهروب من المشاكل، لكن الاستفهام الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل أراد سعدان معاقبة الجمهور بحرمانه من مشاهدة الخضر عن قرب.. وهل سيطير منتخبنا من أحد المطارات الأوروبية مباشرة إلى بلاد مانديلا؟ منافسونا في المونديال أقوياء جدا وفي حديثه عن منافسينا في المونديال، أكد أن إنجلترا وأمريكا فريقان كبيران، وأما سلوفينيا فهي الأخرى لن تكون سهلة على الإطلاق، وقد ساعد كل هؤلاء استقرارهم في الفترة الأخيرة مما جعلهم أقوياء جدا، لكن منتخبنا الذي سيكون ممثلا لإفريقيا وخاصة للعرب سيحارب من أجل تسجيل مشاركة مشرفة. قرار بقائي مع الخضر سأتخذه بعد المونديال وختم سعدان حديثه بمستقبله مع الخضر والذي كان قد كشف في آخر ندوة صحفية له مع رئيس الفاف بأنه سيفصل فيه شهر أفريل القادم، لكن بعد مباراة صربيا اتضح له أن أحسن فترة لتأكيد بقاءه على رأس الخضر من عدمها هي ما بعد المونديال.