نفى صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى المصري والأمين العام للحزب الحاكم، وجود نية لإجراء أي تعديل في المادة 76 الخاصة بالانتخابات الرئاسية من أجل فتح الأبواب أمام المرشحين المستقلين لمنافسة الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأعلن الشريف أنه "لا نية للحكومة المصرية إجراء أي تعديل فى الدستور"، وأكد أن الدستور المصري شهد تعديلات تاريخية شملت 34 مادة منه، وتم إطلاقها العام 2005 والاستقرار عليها العام 2007، وذلك في أول رد رسمي على دعوة الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى تعديل الدستور، خصوصا المادة 76 التي يعتبرها البرادعي والمعارضة المصرية بأنها مقيدة لحرية الترشح إلى الرئاسة. وأبرزت الصحف المصرية تصريحات الشريف في صدر صفحاتها واحتلت التصريحات مانشيتات صحف الأخبار والأهرام والجمهورية، أمس الاربعاء. ورغم تأكيده أمام البرلمان المصري في أوائل عام 2007 أنه سيبقى في منصبه "طالما في الصدر قلب ينبض"، إلا أن العملية الجراحية التي خضع لها الرئيس المصري (82 عاما) في هايدلبرغ، قد تسهم في تغيير رأيه، وربما الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، قد تسفر عن تولي نجله جمال سدة الرئاسة، في ظل أجواء من التوتر والصراعات وعدم اليقين حول مستقبل الحكم في مصر. وقالت مصادر إعلامية إن مبارك يتعرض بعد مرضه الاخير لضغوط متصاعدة من مقربين لكي "يرتاح" وأنه أصبح "أقل تحفظا" بشأن إفساح المجال أمام جمال للمضي قدما في الاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة التي أصبح محتملا أن تعقد مبكرا عن موعدها المقرر في خريف 2011. وكان مبارك بدأ جولات في المحافظات مؤخرا اعتبرها مراقبون تدشينا لحملته الانتخابية لتمديد حكمه فترة رئاسية سادسة، وردا على تصاعد الجدل والانتقادات لسيناريو التوريث المحتمل، خاصة مع تصاعد الدعم السياسي لمطالب تعديل الستور بقيادة الدكتور محمد البرادعي. وليس واضحا بعد متى سيعود الرئيس الموجود في غرفة العناية المركزة لليوم الرابع منذ إجراء العملية إلى مصر أو متى سيسترد مهامه الرئاسية التي أوكلها الى رئيس الوزراء، حسب المادة 82 من الدستور التي تمنعه من تعديل الدستور أو حل مجلس الشعب، ما يجعله، وفي غياب تفسير رسمي لتفاصيل تطور الحالة الصحية للرئيس باستثناء أنه "في حالة جيدة جدا"، تزداد أجواء الغموض حول حقيقة حالته. وتشير مصادر الى أنه قد لا يغادر المستشفى قبل عدة أيام إضافية، وأنه سيحتاج لفترة نقاهة قد تمتد لاسابيع بعد عودته، ما يرجح غيابه عن القمة العربية المقررة في سرت نهاية الشهر، وستكون القمة العربية الثالثة التي يتغيب عنها بعد قمتي دمشق والدوحة. وفي ظل المعطيات الجديدة التي فرضتها "عملية هايدلبرغ"، أصبح مفتوحا على مصراعيه باب التكهنات حول مستقبل الحكم. وكان الفريق الطبي الألماني في مستشفى هايدلبرغ التعليمي فاجأ المصريين بالإعلان عن استئصال ورم حميد من قناة الاثني عشر، السبت الماضي، بعد أن اكتفت وسائل الاعلام الحكومية بالحديث حول "استئصال الحوصلة المرارية" للرئيس.