الرئيس المصري: محمد حسني مبارك نفى الرئيس المصري حسني مبارك من واشنطن التي يزورها وجود أي نية لديه في توريث نجله جمال كما تؤكد المعارضة المصرية. * * وفي مقابلة مع محطة تلفزيون "إي بي سي" الأمريكية بثتها الثلاثاء قال مبارك أنه لم يناقش مع نجله جمال مسألة ترشح الأخير لرئاسة الجمهورية، مؤكدا أنه لا يريد أن يكون ابنه خليفته في الحكم وقال أن الشعب هو من يقرر في هذا الخصوص. غير أن الرئيس المصري الذي تجاوز الثمانين من عمره رفض الرد على سؤال يتعلق بما إذا كانت هذه آخر فترة رئاسية له. * ويتصاعد داخل مصر بشدة الحديث عن قضية التوريث، حيث تعتقد المعارضة أن هناك خطة لتسريع عملية التوريث، من خلال انتخابات رئاسية تعددية تفتقد لمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين لصالح مرشح الحزب الوطني الحاكم الذي ينتظر أن يكون جمال مبارك، رئيس لجنة السياسات. وبخصوص تحركات المعارضة المصرية قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع إجراؤها في 2010 والانتخابات الرئاسية عام 2011، دشنت الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" حملة للدعوة لمقاطعة هذه الانتخابات، حيث اتخذت اللجنة التنسيقية للحركة قرارا بإقامة دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة للمطالبة بإيقاف الانتخابات البرلمانية بجانب دعاوى أخرى للمطالبة بعزل ومحاكمة مسؤولين حكوميين ترى الحركة أنهم تورطوا في تزوير الانتخابات البرلمانية الماضية والانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التعديلات الدستورية. * وترى "كفاية" أنه في ظل المناخ السياسي الحالي لا أمل في إجراء أي انتخابات نزيهة، فيما لم يستبعد خيار اللجوء للمحاكم الدولية في حال استنفاد سبل التقاضي أمام القضاء الوطني لوقف الانتخابات. * ومن جهة أخرى، تتزامن تصريحات الرئيس مبارك بنفي وجود أي نية لديه في توريث نجله جمال مع إعراب إدارة باراك أوباما على لسان وزارة الخارجية عن قلقها من ملف "حقوق الإنسان والديمقراطية" في مصر. ويرى مراقبون أن هذا الملف لن تكون له أولوية في مباحثات باراك أوباما مع الرئيس المصري لأن هم الرئيس الأمريكي يقتصر على كيفية إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويحتاج أوباما إلى دعم مبارك لمساعدته على الخروج من المأزق بين الدول العربية وإسرائيل، في إطار سعيه لإعطاء دفع جديد لتحركاته من اجل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. ويحاول أوباما دفع الحكومة اليمينية في إسرائيل إلى تجميد الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويرى أن مقابل التزام حكومة بنيامين نتنياهو هو ما يسميه يدعو "مبادرات" يقوم بها العرب، ويعني بذلك التطبيع مع إسرائيل.. * ويذكر أن مصر حليف قوي للولايات المتحدة بالمنطقة وأمدتها أمريكا بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والمساعدات الأخرى منذ أصبحت أول دولة عربية توقع اتفاقا للسلام مع إسرائيل عام 1979. لكن العلاقات أصابها الفتور في عهد إدارة الرئيس السابق جورج بوش بشأن سياسات بوش في الشرق الأوسط وغزو العراق والانتقاد لسجل حقوق الإنسان الخاص بمصر.