تحفظ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ بوعمران، عن الخوض في التصادم الموجود بين مؤسسته واللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان وموقفهما المتصادم حول إلغاء عقوبة الإعدام في الجزائر، على اعتبار أنهما تخضعان وتمثلان رئاسة الجمهورية الإسلام دين الدولة ولا مكان للعلمانية في الجزائر تحاشى الشيخ بوعمران أمس الرد على سؤال “الفجر”، في لقاء إعلامي بمقر المجلس الإسلامي الأعلى، يتعلق بالموقف المتباين بين هيئته وهيئة فاروق قسنطيني، رغم أنهما ينتميان إلى رئاسة الجمهورية، واكتفى بالقول “أبدينا رأينا في قضية الإعدام، كما أبداه فاروق قسنطيني، وكما لحنون رأيها، وأبو جرة سلطاني كذلك”، مضيفا أن “المعركة الآن هي معركة الأحزاب السياسية، ونحن لا ندخل في الحزبية، ولا تنتظروا منا أن نصفع أو نركل كل من يصادفنا بالطريق، بل نتحدث مع الناس بابتسامة”، مضيفا أن “القرآن واضح وغير قابل للتحديث، والشريعة موجودة ومطبقة من مليار ونصف مليار مسلم”. ورد بوعمران بشكل غير مباشر على الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، التي دعت قبل يومين إلى إقامة دولة علمانية في الجزائر، وأكد على أن فصل الدين عن السياسة مستحيل، وقال إن الحضارات القديمة وعلى اختلافها لم تفصل أبدا السياسة عن الأخلاق وعن الدين، كما جدد بوعمران التأكيد، في بيان وزعه على مختلف وسائل الاعلام التي كانت حاضرة، على أن الإسلام دين الدولة الجزائرية، وهو مكرس في الدستور الجزائري، وأن كل الثورات الشعبية التي خاضها الشعب الجزائري المسلم بما في ذلك الثورة التحريرية، قاومت باسم الإسلام. وتضمن بيان المجلس الإسلامي الأعلى تأكيدا جديدا على أن المجلس متمسك بموقفه بخصوص إلغاء عقوبة الإعدام في الجزائر، والذي قال بشأنه إنه يتسم بالوضوح، وأن المجلس الإسلامي الأعلى متمسك بالنص القرآني والسنة النبوية الشريفة، مشيرا إلى أن المجلس عبر عن موقفه من مشروع إلغاء عقوبة الإعدام، وأن الجانب السياسي فإنه لا يعنيه بتاتا. وعاد بيان المجلس الإسلامي الأعلى إلى الخلاف الذي نشب بينه وبين بعض الأطراف، خاصة منها حزب العمال، قائلا إن موقف المجلس الإسلامي من مشروع إلغاء عقوبة الإعدام اتسم بالوضوح، مضيفا بأنه “إثر ذلك اتهمت بعض الأطراف رئيس المجلس بصفة خاصة وكل من يخالفهم الرأي بالوحشية والرجعية والتشدد”. ورد المجلس الإسلامي على هذه التصريحات أن “ هؤلاء الناس أحرار في إبداء رأيهم وعقيدتهم، ولكن ليس لهم الحق في التهجم على الإسلام وعلى الهيئات والشخصيات الدينية المحترمة”.