ها أنت تنطق كفرا مرة أخرى يا ابن البطل! واللعبة الآن صارت أوضح وصارت مكشوفة أكثر من لعبة التشكيك في عدد الشهداء التي طلعت علينا بها من مبنى البرلمان الربيع الماضي! هل هذه بوادر الاحتفال بالربيع الأمازيغي على طريقتك، ربيع لا أدري لماذا يصادف عيد ميلاد هيتلر (20 أفريل)؟ أم أن قانون تجريم الاستعمار الذي طرحته مجموعة من زملائك أمام البرلمان لإثرائه ومناقشته ثم المصادقة عليه أحرجتك وأحرجت ” الكتلة” السياسية التي تنتمي إليها أمام فرنسا الصديقة ؟ لأنه ليس من المعقول أن يرفض ابن البطل عميروش طرح مثل هذا القانون للنقاش، ثم بدلا من تجريم الاستعمار يجرم المجاهدين والشهداء وفي هذا الظرف بالذات! هل هي ”تبريحة” أخرى في ملهى البرلمان يا نجل الشهيد؟ أم هي مجرد حملة دعائية تجارية لكتاب الدكتور سعيد سعدي كمحاولة أولى لتوقيع مساهمة على طريقته في كتابة التاريخ؟ أفضل أن تكون هذه الأخيرة حتى لا أجبر ويجبر البعض على نبش قبر الشهيد وإخراج حقائق غير جميلة، حقائق قد تخلط الأوراق... لا أدري كيف نروج لهذه الأفكار المسمومة الآن وننبش قبور الشهداء، أو من اعتبرناهم كذلك، ومنذ بضع سنوات أقمنا الدنيا ولم نقعدها وجررنا الرئيس الأسبق، علي كافي، أمام المحكمة التي أجبرته على إعادة صياغة ما كتبه عن الشهيد عبان رمضان في كتابه، ولا نفتح النقاش حول ما يحمله كتاب سعدي من أفكار هي في الحقيقة تصب الزيت على النار . مهما تكن الحقيقة التي دعت سعدي للترويج لكتابه الآن ونحن نجمع ما بقي فينا من شهامة وشجاعة، ونبصق في وجه فرنسا مرارتنا من الاستعمار، فإن الرجال الذين صنعوا التاريخ - أطال الله في أعمارهم - مجبرون على الحديث الآن، نعم شخصية من حجم الرئيس علي كافي مجبرة الآن على كسر جدار الصمت، فلتتكلم سيدي، ونحن ندري أنك تعرف جيدا الحقيقة، تعرف جيدا تاريخ الشهيد عميروش وتعرف كيف أوقعه الكابتن” ليفي” في خطإ لا يغتفر، وكيف قام بمجزرة راح ضحيتها أزيد من 1500 من رفاقه في السلاح. كنت أود أن أتعامل مع مثل هذه الحوادث التاريخية مثلما تعامل ”جحا” مع تمراته، أطفئ النور وآكله بدوده، وأروي لأبنائي بطولات عميروش وعبان وسي الحواس وغيرهم، لكن يبدو أن نجل عميروش جنا على تاريخ والده، وبما أن الحديث الآن عن عميروش، فلتلق سيدي الرئيس بالورقة الرابحة ”ام 20” على طاولة النقاش. من حقنا، من حق الأجيال عليك، ومن حق الذين رحلوا وتركوا لحمهم ينهش، أنت مطالب بالحديث لأنك تعرف جيدا هذه الوقائع أكثر من غيرك . باسم التاريخ والثورة، باسم الجزائر، تحدث.