تقال المخرج السينمائي الجزائري، أحمد راشدي، إن عملا سينمائيا كان سيجمعه مع العندليب، عبد الحليم حافظ، لولا أن الموت غيّب هذا الأخير ليجهض هذا المشروع الذي كان سيتم بين الطرفين. وأضاف راشدي في حوار لجريدة "الشرق الأوسط"، بأن معرفته بالعندليب عبد الحليم حافظ، تعود إلى بداياته في الغناء، لكن العلاقة بينهما بدأت تأخذ شكل الصداقة عندما طلب منه التعاون معه في فيلم سينمائي، وكان العمل سيتناول قصة للراحل مصطفى أمين بعنوان "لا". وفي سياق متصل، قال راشدي بأن التحضيرات بينه وبين عبد الحليم قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، حيث أجرى الثنائي جلسات عمل لاختيار المشاركين في الفيلم، وكانت سعاد حسني مرشحة للبطولة النسائية، بالإضافة إلى كونهم قاموا بمعاينة أماكن التصوير، في إسبانيا والجزائر ومصر، لكنهم واجهوا بعض الصعوبات خاصة فيما يتعلق بالتكاليف المالية الكبيرة جداً التي كانت تلزم المنتج أن يؤمّن على المخرج والبطل، وهو ما كان صعباً في تلك الفترة بالنظر للحالة الصحية السيئة التي كان عليها عبد الحليم، إلى أن توفيَّ عبد الحليم قبل الشروع في تصوير العمل.وفي ردّه على سؤال الصحفية حول سبب اختياره لعبد الحليم دون غيره، قال راشدي بأن عبد الحليم كان متابعا جيدا لأعماله ونشاطاته الفنية، وهو شخص لا يعرف المجاملة في العمل، وكان دائما يحدثه عن رغبته في أن يكون هناك تعاون بينهما حتى جاءت هذه القصة، لتحقق هذا التعاون الفني، بعدما وجد الطرفان النص المناسب لهما. أما بخصوص تحويل العمل السينمائي الذي كان سيجمع بينهما إلى عمل تلفزيوني من بطولة الفنان يحيى الفخراني، فقد قال راشدي بأنه تفاجأ بهذا العمل، رغم أنه كان قد اشترى حقوق القصة من الراحل مصطفى أمين، لكنه فضّل عدم الدخول في النزاعات القانونية بينه وبين طاقم العمل الجديد، لكونه لا زال يكنّ صداقة للرّاحلين عبد الحليم حافظ ومصطفى أمين، مما يمنعه أخلاقيا من التصرف معهما بهذه الطريقة بعد رحيلهما، وبخاصة الصداقة الطويلة التي جمعته بالعندليب. وقال راشدي بأنه كان طيلة فترة مرض عبد الحليم برفقته ولم يتركه إلا خلال اليومين الأخيرين اللذين توفيّ بعدهما، نظراً لارتباطات خاصة جعلته يسافر دون توديع رفيق عمره. ونفى راشدي أن يكون عبد الحليم حافظ قد تزوج من الفنانة الراحلة سعاد حسني، وقال في هذا الصدد "أنا كنت رفيق عبد الحليم في سنواته الأخيرة وأعرفه جيدا، وكنت معه دائما حتى في سفرياته وفترة مرضه، وبرأيي حليم لم يتزوج سعاد، فقط كان يتعاطف معها وهي كانت تحبه؟".