وإذا كانت البليدة قد استفادت برسم هذه السنة من غلاف مالي قيمته 800 مليون دينار سيوجه إلى أشغال التحسين الحضري وامتصاص العجز في الشبكات المختلفة عبر العديد من الأحياء، فإن هذه الأشغال المنتظر بعثها بعد الإنتهاء من إجراءات تحضير البطاقات التقنية الخاصة بالأحياء التي ستشملها العملية، تتمثل في امتصاص عجز الشبكات وتزويدها بالإنارة العمومية، والتهيئة الخارجية، وإنجاز مساحات خضراء وأخرى للعب الأطفال، ومرأب للسيارات. غير أن حالة الطرقات تبقى هاجس المواطنين الأول، فبحي 1024 مسكن بأولاد يعيش تحولت الأرصفة والطرقات إلى مستنقع كبير مفتوح على كل الأضرار، ما يستدعي أخذ إجراءات الحيطة والحذر، خاصة بعد أن غابت الأرصفة عن الأنظار في ظل الأوحال المتراكمة في كل أرجاء الحي، الذي يعد من بين أكبر أحياء مدينة أولاد يعيش، كما أنه يعد واجهة لجبل الشريعة في جانبيه الشرقي والجنوبي. وإضافة الى حال الطرقات الجانبية حي 1024 مسكن، فإن حال الطريق الرئيسي له ليست أفضل حالا، والتي تعرف تدهورا كبيرا جراء كل تساقط أمطار، ما جعل السائقين وحتى المارة يتجنبون المرور بها في ظل استحالة استعمالها، بالنظر إلى الحفر المنتشرة بها والتي تتحول إلى برك من الأوحال يصعب تجنبها. قاطنو الحي، وفي معرض حديثهم ل”الفجر”، أكدوا أن معاناتهم لا تقتصر على فصل تساقط الأمطار الموسمية، وإنما تتعداه إلى بقية فصول السنة، حيث تكون الأتربة المتطايرة والغبار السمة الظاهرة للحي. وما زاد الأمر سوءا هي الروائح الكريهة المنتشرة في جميع أرجاء المنطقة والناجمة عن الحالة التي آلت إليها قنوات الصرف الصحي، مشوهة منظر الحي بأكمله حتى أن نسمات الهواء القادمة من محيط جبل الشريعة لم يعد بإمكانها منافسة تلك الروائح المثيرة للإشمئزاز التي طغت على حياة السكان ويومياتهم. يضاف إلى كل هذا المنظر القاتم لأحد أهم أحياء أولاد يعيش، انتشار القمامة في جميع أرجائه، ما سمح بظهور الحيوانات الضالة التي باتت تغزو المنطقة بشكل ينذر بتفشي الأمراض المعدية، وهو ما يتخوف منه السكان الذي قالوا لنا إن الكلاب الضالة لم تعد تفارق المكان وهو ما يثير تخوفهم، خاصة أن السلطات المحلية أدارت -حسبهم - ظهرها لانشغالاتهم التي تبقى مشروعة، مؤكدين في نفس السياق أن الإعتناء بقنوات الصرف الصحي وتنقية المجاري المائية يبقى من أبسط واجبات السلطات المحلية التي تعهدت في المواعيد الإنتخابية بالتكفل بمشاكل المواطنين التي ما زالت تراوح مكانها إلى غاية كتابة هذه الأسطر.