أقرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، بإعدام شابين تتراوح أعمارهما بين 28 و 23 لتورطهما في قضية قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد، وجنحة السرقة الموصوفة، طالت مهندسا مدنيا بإحدى الشركات الألمانية العاملة بالجزائر، مع تسليط نفس العقوبة للقاتل الموجود في حالة فرار. وحاول رابح إلقاء اللائمة على رفيقه المختفي من خلال ادعائه أن دوره لم يتعد الإستيلاء على سيارة الضحية الذي اختفى عن الأنظار بتاريخ 26 أوت من السنة المنقضية. وتم اكتشاف أمر رابح على خلفية الشكوك التي راودت أهله وتم إبلاغها لمصالح الأمن، كونه كان آخر شخص اتصل به قصد إتمام صفقة بيع حق الإنتفاع بمستثمرة فلاحية يملكها هذا الأخير، والكائنة بأطراف بلدية بوفاريك بولاية البليدة. وحسب رواية المسمى رابح، فإنه اتصل يومها بالضحية والتقى به بوسط مدينة البرتقال، حيث كان بصحبة صديقه موسى البالغ 23 سنة والمعروف بين أقرانه بالشاوي، والذي رافقهما ليكون شاهدا على عملية كتابة العقد الذي كان من المفترض أن يتم تحريره بذات اليوم، غير أن الضحية قرر معاينة القطعة الأرضية التي ستصبح باسمه من جديد. وكان ذلك آخر قرار اتخذه في حياته، كون المدعو الشاوي - حسب تصريحات المتهم أمام رئيس الجلسة - قرر بدوره أثناء الطريق التخلص منه وسنحت له الفرصة لما نزل الضحية من سيارته، حيث هاجمه بطعنات غادرة على مستوى الكلية ليوقعه أرضا. وبالرغم من محاولة فرار هذا الأخير إلا أن المتهم أجهز عليه بوحشية فظيعة. المسمى رابح، في اعترافاته، قال إنه اكتفى بمتابعة ما فعله صديقه دون أن يقدم المساعدة للضحية الذي استنجد به، قبل أن يلفظ أنفاسه، ليلقي به المسمى رابح على ضفاف وادي مزفران بمزرعة الإخوة الأرقم ببن خليل. أربعة أيام مرت قبل أن يكتشف رجال الدرك الجثة وهي في حالة متقدمة من التعفن، ولم يكن سهلا على شقيق الضحية التعرف على أخيه المغدور، بالنظر إلى عدد الإصابات التي طالت كامل جسده، خاصة وجهه. كما أن الجرذان أكملت ما بدأه به الجناة الذين توجهوا في وقت لاحق إلى مدينة سطيف ثم عنابة بغرض بيع السيارة المسروقة.. غير أن المسمى رابح أحس برغبة صديقه بالغدر به فقرر الهروب منه والإحتيال عليه بأخذ السيارة والعودة إلى مدينة شفة عند شقيقه. رواية المتهم دحضها النائب العام من خلال مرافعته بالقول إنها تمثل جزءا من الحقيقة لا يمكن لأحد أن يعرفها كلها، لاسيما أن الطرف الثاني لم يظهر للأنظار منذ ارتكاب الجريمة، ليسود انطباع في قاعة المحكمة أن هذا الأخير يكون قد مات بدوره.. في انتظار ما ستكشف عنه الأيام. وإلى حين ظهوره من عدمه ينتظر هذا الأخير حكم بالإعدام أقرته المحكمة في حقه وحق شريكيه، جزاء عما ارتكباه من جرم شنيع.