أرجأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة الفصل في جناية هتك عرض وجنحة الضرب والجرح العمدي مع سبق الإصرار والتي طالت شقيقتين تدرسان في الطور التكميلي ولا تتعدى أعمارهما 18 و17 سنة عند ارتكاب هذا الجرم في حقهما. ويأتي هذا التأجيل بعد غياب دفاع أحد المتهمين المتورطين في القضية. وبغض النظر عن الجرم الذي ارتكباه، فإن الأمر المؤسف في هاته القضية هو صلة القرابة التي تربط بين أحد المتهمين البالغ من العمر 23 سنة بالضحيتين، كونه ابن عمتهما والذي كان مرفوقا بصديقه البالغ 22 سنة أثناء حدوث الواقعة. تعرّض الفتاتين لهذا الفعل دفع بخال المتهم الرئيسي إلى إيداع شكوى لدى مصالح الدرك الوطني ببابا حسن، مفادها تعرض ابنتيه لاعتداء مشين من قبل ابن أخته وصديق له عند خروجهما من المدرسة، فيما أكدت الضحية سميرة تعرضها لاعتداء من قبل قريبها بعد أن أرغمها على الذهاب معه إلى مكان منعزل باستعمال سلاح أبيض ولما حاولت مقاومته انهال عليها بالضرب مسببا لها عدة جروح وإصابات؛ بينما تمكّنت شقيقتها من الإفلات من قبضة المتهم الثاني بعدما حاول بدوره الاعتداء عليها وذلك بفضل صراخها الذي شدّ انتباه أحد المارة، الذي أسرع لنجدتها قبل أن يلحق بها شقيقها الأكبر الذي جنّبها مصيرا كمصير شقيقتها والذي انهال ضربا على المتهم قبل اقتياده إلى مصالح الدرك الوطني. المتهم قريب الضحية نفى للمحققين اعتداءه على قريبته بل كشف أنه في علاقة عاطفية معها منذ ست سنوات وكانا دائما يتبادلان المكالمات الهاتفية، مضيفا أنه مستعد للزواج منها. في حين قال صديقه إنه لم يعترض سبيل الضحية الثانية بل تعرف عليها عن طريق قريبها، الذي هو صديقه في نفس الوقت، وكانت هي من أرادت أن تربط معه علاقة عاطفية. وفي انتظار كلمة العدالة التي ستفصل في هاته القضية مع الدورة الجنائية المقبلة، يبقى الخاسر الأكبر بالإضافة إلى الضحية، العائلة ككل والتي تفككت فيها أواصر المحبة بسبب علاقات مشبوهة وطيش شباب كان بالإمكان تفاديه بطريقة أو بأخرى أو على الأقل باحترام معنى كلمة حرمة العائلة.