كشف الأساتذة الجامعيون المشاركون في الملتقى الدولي الثالث بجامعة تاسوست بجيجل، حول الجامعة والمجتمع، أن هناك هوة وبعد بين محيط الجامعة وطبقات المجتمع المختلفة. القطاعات الأخرى لا سيما الأجهزة الفاعلة في الدولة لا تستنجد بالباحثين في دراسة أسباب الظواهر الاجتماعية وإيجاد الحلول المناسبة لها، وتحذير الأساتذة من مغبة اللجوء إلى تقليد الغرب في النظريات وحلولها على اعتبار أن مجتمعنا يختلف كثيرا عن مجتمعاتهم في العادات والتقاليد وحتى البنية الاجتماعية، داعين في ذات الوقت إلى بحث مقاربات محلية للظواهر الاجتماعية التي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات السوسيولوجية للمجتمع الجزائري. هذا وتطرق الأستاذ حديد يوسف، رئيس قسم العلوم الاجتماعية، في محاضرة حول تطبيقات نظام “أل أم دي” إلى الصعوبات التي يعرفها النظام، كعدم صلاحية النصوص التنظيمية المسيرة له وخاصة ما تعلق بالتقويم والانتقال وغياب الإمكانيات المادية وتدريب الأساتذة على كيفية إعداد محتويات ومضامين برامج التكوين المقترحة. وأكد حديد على ضرورة إعادة إصدار نصوص تطبيقية محددة بدقة توضح مختلف مراحل عملية التكوين في النظام وتوفير الإمكانيات اللازمة وغيرها. أما الأستاذة فضيلة سياري، نائبة العميد المكلفة بما بعد التدرج والبحث والعلاقات الخارجية بجامعة تاسوست، فقد حذرت في مداخلة حول التقنوقراطي، الجامعة ورهانات المستقبل من جماعة التقنوقراط في الجامعة لأجل تقاسم القرار وابتكار أنماط جديدة لسلطة لينة، حيث يمكن للتلقائية والمؤسسة أن تحققا التوازن الأمثل، داعية إلى محاربة كل الأفكار والممارسات التي تريد أن تكبلها كغيرها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى، متطرقة في محاضرتها إلى كون التقنوقراط يعتقدون بأنهم الجماعة الوحيدة التي يحق لها الحديث باسم الدولة والمصلحة العامة، كما تطرقت إلى التحديات، كتحدي التدني في محتوى وطرائق وثقافات التعليم العالي والملاءمة والجودة وهجرة الأدمغة العربية، ثورة المعلومات، العولمة وغيرها، وخلصت إلى ضرورة عدم رهن مستقبل الجامعة كمؤسسة اجتماعية قائدة في عالم اليوم لدورها الريادي في توحيد وإنتاج المعرفة بتشجيع الإبداع.