تحتضن جامعة البليدة غدا ملتقى دوليا حول الجريمة في المجتمع الجزائري، تحت عنوان ''المجتمع والجريمة''، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق من طرف أساتذة قسم علم الاجتماع لإنجاحه باعتباره أول ملتقى سيتطرق إلى واقع الجريمة في المجتمع الجزائري والتحولات الاجتماعية التي شهدتها الجزائر خلال العشريتين الماضيتين، والتي أفرزت عدة ظواهر اجتماعية لم تكون موجودة من قبل ودخيلة على المجتمع والأسرة الجزائرية. وفي ذات السياق أشار رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة البليدة الدكتور أحمد درواش في حديثه ل ''الحوار'' أن الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على الواقع الاجتماعي في الجزائر والتطورات التي عرفها خلال السنوات الماضية ومحاولة البحث عن الأسباب التي أدت إلى حدوث تغيرات اجتماعية وبروز الكثير من الظواهر الاجتماعية الدخيلة، لاسيما العنف والجريمة والجريمة المنظمة والتي تشترك فيها بنسب مختلفة كل الشرائح باختلاف مواقعها ومكانتها والأدوار والمصالح التي تقوم عليها، هذه الظواهر التي أصبح يعرفها المجتمع الجزائري بصورة مطردة ومتزايدة نتيجة قوة التحضر وتعدد الفضاءات الاتصالية غير الرسمية والمشاكل الاجتماعية كالبطالة، الفقر وأزمة السكن وضغط الكثافة السكانية وانتشار القيم الفردانية والاستقلالية في السلوك الاجتماعي وعدم مراعاة الضوابط الاجتماعية، إضافة إلى غياب الوازع الديني. كما أشار دكتور علم اجتماع الجريمة والانحراف سواكري الطاهر في حديثه ل ''الحوار'' أن الملتقى يهدف أيضا إلى منح الفرصة للأساتذة والخبراء السوسيولوجيين لتشخيص الأسباب الحقيقية لهذه التحولات، إضافة إلى إعطاء الحلول الكفيلة للقضاء عليها وتسليط الضوء حول التوزيع الجغرافي للجريمة في الجزائر ومقارنة تواجدها بين الريف والمدينة، كما أشار إلى أن الملتقى سيتطرق إلى ظاهرة الانتحار التي أصبحت في تزايد مستمر في السنوات القليلة الماضية لا سيما في صفوف الشرطة بسبب الضغوط النفسية والمشاكل الاجتماعية، مشيرا إلى أن الأساتذة سيتطرقون إلى أربعة محاور وهي التأطير النظري للجريمة والانحراف، أما المحور الثاني فيتركز حول الجريمة والمجتمع إضافة إلى المحور الثالث الذي سيتطرق إلى عرض وتقسيم دراسات الجريمة في الجزائر، وأخيرا علاقة تطبيق تعاليم الدين بالوقاية من تفشي الجريمة في المجتمعات الإسلامية. وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى سيعرف مشاركة خبراء وأساتذة دوليين كالدكتور حسن عباس زكي من جامعة بغداد، وحسين عاشور من جامعة القاهرة وعلي الكتاني من جامعة قرطبة باسبانيا واحمد أرياس من جامعة بودربون بألمانيا، إضافة إلى أساتذة من المعهد الدولي لعلم الإجرام الكائن مقره بباريس.