رغم أن المنتخب الإنجليزي قد حقق فوزا عريضا على نظيره المكسيكي بنتيجة (3/1) في المباراة الودية التي أقيمت، سهرة أول أمس، بملعب ويمبلي، فإن هذه "الخرجة" كشفت نقائص كثيرة تعاني منها كتيبة التقني الإيطالي فابيو كابيللو، خاصة على مستوى الدفاع، الذي أكد مرة أخرى بأنه مهزوز، ويبقى في المتناول رحلة البحث عن الإقناع المقابلة كانت إمتحانا حقيقيا للإنجليز، لأن جماهيرهم كانت تعلّق آمالا عريضة على هذا الموعد للظهور بوجه يؤكد جاهزية منتخبهم لدخول منافسة كأس العالم في ثوب أحد المرشحين للتنافس على التاج العالمي، كون روني ورفاقه لم يُظهروا الشيء الكثير في آخر مقابلة ودية خاضوها ضد المنتخب المصري في الرابع من شهر مارس المنصرم. ارتباك ودفاع مهزوز ظهر الارتباك جليا على أداء ستيفن جيرارد وزملائه في هذه المواجهة، أمام منتخب مكسيكي تأثر كثيرا بالصعوبات الكبيرة التي تخللت رحلته إلى لندن، لكنه ومع ذلك نجح في الاستحواذ على الكرة، والمبادرة إلى صنع اللعب، رغم أن كابيللو عمد إلى المراهنة على الثنائي واين روني وبيتر كراوتش في الهجوم، وخلفهما جيرارد، الذي تعرض لإصابة في الدقائق الأولى من عمر اللقاء، إلا أنه كان في الموعد وصنع الهدف الأول في الدقيقة ال 17، بتمريرة عرضية انتهت عند ليدلي كينغ الذي افتتح باب التسجيل. معاناة الإنجليز تواصلت رغم هذا التفوق الظرفي، وقد تسرب دابر الشك إلى قلوب نحو 74 ألف مناصر الذين كانوا حاضرين بمدرجات ملعب ويمبلي، لأن السيطرة المكسيكية كانت واضحة، وأصحاب الأرض اكتفوا بتحمل عبء اللعب، والاعتماد على بعض المرتدات الهجومية، ومع ذلك فقد ارتكب الدفاع الإنجليزي هفوات فادحة تؤكد انعدام التغطية اللازمة، ولو أن براعة الحارس روب غرين أنقذت كابيللو من كارثة. هدف كراوش من تسلل واضح عامل آخر ساهم في خروج منتخب إنجلترا من الظروف الصعبة التي مر بها في هذه المباراة الودية، ويتعلق الأمر بالأخطاء الفادحة التي ارتكبها طاقم التحكيم، لأن بيتر كراوتش سجل الهدف الثاني في الدقيقة ال34 من وضعية تسلل واضحة، لكن الحكم أقرّ شرعية الهدف، ليكون رد فعل رفقاء القائد رفائيل ماركيز في الوقت بدل الضائع عندما استغل فرانكو خطأ تقديريا من المدافع ليتون باينز، ليقلص النتيجة. نفس السيناريو تواصل خلال المرحلة الثانية، لأن المنتخب الإنجليزي سجل الهدف الثالث مباشرة بعد الاستئناف عن طريق جونسون، الذي وقّع هدفا بكيفية فنية رائعة، لكن السيطرة كانت من جانب المكسيكيين، الذين كشفوا معاناة الإنجليز خاصة على مستوى خطي الدفاع ووسط الميدان ... كابيللو يركز على الاسترجاع صرّح فابيو كابيللو بعد نهاية المقابلة قائلا "إنني سعيد بالنتيجة، كوني درست المباراة، وعرفت أن المنتخب المكسيكي سينجح في الاستحواذ على الكرة، ولم يكن من السهل استرجاع الكرة". قبل أن يضيف : "لقد تعلمت الكثير حول بعض المراكز داخل أرضية الميدان، وأعتقد أنه يجب علينا الضغط أكثر لاسترجاع الكرة، لأن الكثير من المنتخبات تلعب بخيارات تكتيكية مختلفة، المهم أن نستعيد الكرة سريعا". ويتحجج بالإرهاق... كما عمد كابيللو إلى تبرير الوجه غير المقنع الذي ظهرت به تشكيلته، وعلق ذلك على مشجب التعب والإرهاق، حيث أكد بأن الركائز الأساسية للمنتخب الإنجليزي خاضت موسما ماراطونيا، ولن تتمكّن من استرجاع "الفورمة" إلا بعد فترة من الراحة، علما أن التقني الإيطالي فضّل عدم الاعتماد على لاعبي تشيلسي أمثال فرانك لامبارد، جون تيري، جو كول وآشلي كول، كونه قرر منحهم راحة لأيام إضافية إثر انشغالهم بالمشاركة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الذي جرى في منتصف شهر ماي الجاري.