كادت أن تتحول مناوشات كلامية بين عائلتين تقطنان بأحد الأحياء العريقة بالجزائر العاصمة إلى محاولة قتل عمدي مع سبق الإصرار وهذا بعد أن باغت أحد أفراد العائلة الأولى، جاره من الخلف بطعنات خنجر، كلفته المكوث شهرين كاملين بمصلحة الإنعاش بالمستشفى. لم يدر الجاني أن اندفاعه واعتماده العنف لحل مشكل بسيط جرى بين والده وعمه من جهة وأحد جيرانه من جهة أخرى، سيكلفه السجن لمدة عشر سنوات كاملة، الحكم الذي أدانته به محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة نهاية الأسبوع المنصرم، لارتكابه جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار. وقد تضاربت تصريحات الطرفين في القضية حول أسباب ارتكاب الجاني لهذا الفعل، إذ أفاد والده وعمه، أن الضحية رفقة صديقه كانا ليلة الحادثة يتناولان الخمر أسفل العمارة، ويتلفظان بألفاظ قبيحة، حيث طالب منهما عم المتهم الابتعاد عن المكان، غير أنهما رفضا الانصياع لطلبه، قبل أن يدخل والد الجاني معهما في مناوشات كلامية وبدأ الحديث مع الضحية فيما تكلم عم المتهم مع “صديق الضحية” ليقرر بعدها الجاني الالتحاق بمكان الشجار ويوجه طعنات للضحية بواسطة السكين على مستوى الجمجمة والبطن من الجهة الخلفية. وجاءت إفادات الضحية،مناقضة تماما لتصريحات الطرف الثاني في القضية، إذ أوضح أنه خرج من منزله لمعرفة أسباب صراخ الجيران، فعلم بأن السبب من وراء ذلك هو الشجار اللفظي الذي كان يجري بين أحد جيرانه وعائلة أخرى، مؤكدا أنه لم يكن حاضرا أثناءها وقبل حادثة الاعتداء عليه من طرف الجاني. وكشف النائب العام في مرافعته بأن المتهم ضرب الضحية بالسكين من الخلف وحاول الاعتداء على صديقه، وهذا بعد المناوشات الكلامية التي حصلت بين والده وعمه مع هذا الأخير والضحية، والتمس تسليط عقوبة المؤبد ضد المتهم في القضية.