كثيرا ما يدفع بعض الأشخاص ثمن عدم تمالك الأعصاب والتهور والانقياد للقتل العمدي دفاعا عن شرف عائلاتهم كحل وحيد بعدما تبلغهم أخبار مفادها أن أحد أبناء الحي عاكس إحدى أفراد العائلة، وهو حال “ن. خالد”، الذي تخلص من ابن حيّه “محمد” المدعو “موح” بطعنتين قاتلتين بواسطة خنجر على مستوى الفخذين، بعدما بلغه أنه عاكس شقيقته وطلب منها رقم هاتفها أثناء غيابه عن المنزل. ورفض “ن. خالد” العامل بإحدى الشركات بحاسي مسعود، المبيت بمنزلهم ببرج الكيفان يوم 22 أكتوبر 2009، لما أبلغه أحد أبناء حيه بأن “محمد” المدعو “موح”، جاره، عاكس شقيقته أثناء غيابه عن المنزل، وبمجرد حلول صباح اليوم الموالي استفسر أخته عن مدى صحة هذه المعلومة، فأخبرته بأنها صحيحة، وقالت له إن “موح” عاكسها بالحي وطلب منها رقم هاتفها فرفضت، ما جعل “ن. خالد” يخرج من المنزل غاضبا وغير متمالك لأعصابه، فاستل خنجرا وترصد “موح” حيث وجده بأحد محلات بيع المواد الغذائية، وانتظره إلى غاية خروجه من المحل، وباغته من الخلف بطعنتين بالخنجر على مستوى الفخذين، سقط على إثرها الضحية أرضا، ما استدعى تدخل صاحب المحل وأحد الأشخاص الذي كان متواجدا بمكان وقوع الحادث، وحاولا التقرب من “ن. خالد” الذي ضرب أحدهما بواسطة صندوق وهرب إلى وجهة مجهولة، وسلّم نفسه بعد مرور يومين عن الجريمة التي ارتكبها إلى مصالح الشرطة، لما علم بأن “محمد” توفي متأثرا بالجروح الخطيرة التي لحقت به وكانت بعمق 15 سم. وعرفت جلسة محاكمة “ن. خالد” أمس بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة تطورات لم تكن في الحسبان، تمثلت في تراجع الشاهد الرئيسي عن أقواله، بتأكيده أمام هيئة المحكمة التي أدانت المتهم ب12 سنة سجنا نافذا، بأنه لم يخبر “ن. خالد“ بأن المدعو “موح” عاكس شقيقته أثناء غيابه عن المنزل وتواجده بالعمل بحاسي مسعود، إذ أثبتت التحقيقات الميدانية في هذا الملف أن الشاهد يعاني من اضطرابات وكثير الكلام. ووجه النائب العام في مرافعته لوما شديدا للمتهم “ن. خالد”، وقال إنه كان لدى هذا الشخص مليون طريقة لمعالجة هذا الأمر تجنبه التورط في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتمس إدانته بالإعدام بالنظر للتهمة الموجهة إليه.