انتقدت الجزائر تناقض ردود فعل بعض القوى الدولية تجاه الجرائم الإسرائيلية، وآخرها الاعتداء الهمجي على قافلة الحرية الإنسانية، مطالبة بضرورة تعويض الضحايا وعائلات من توفوا، وضمان سلامة وأمن وحقوق من بقي من المتضامنين على قيد الحياة. وقال أمس، سفير الجزائر لدى الأممالمتحدة في جنيف، إدريس الجزائري، في كلمة ألقاها باسم الجزائر، أمام جلسة مجلس حقوق الإنسان الطارئة، حول مذبحة قافلة ”أسطول الحرية”، إنه عندما تنتهك قوة الاحتلال الإسرائيلي حقوق الفلسطينيين، يتم الاكتفاء من قبل البعض بالتعبير عن مشاعر الانشغال بمصير الضحايا، وذلك اعتمادا على مساواة غير عادية وغير عادلة بين المعتدي والمعتدى عليه، وتابع قائلا ”وعندما يصعب الاكتفاء بالانشغال فيتم إدانة العنف وليس مرتكبه، وعندما يصبح الاستنكار عاما وشاملا، فيتم اللجوء إلى شجب الاستعمال المفرط للقوة من قبل إسرائيل”، متهكما بقوله ”وكأن استعمال القوة غير المفرط ضد قافلة إنسانية أمر مشروع”. ووصف إدريس الجزائري، السلوك الإسرائيلي بأنه ”جريمتان في آن واحد”، الأولى في حق أبرياء، لأنهم حاولوا القيام بواجبهم، استجابة لنداء الضمير الإنساني، والثانية في حق أهل غزة، لمعاقبتهم على مواصلة مقاومتهم ضد الحصار الإسرائيلي. واعتبر أن إسرائيل قد قطعت شوطا إضافيا خطيرا في إثارة التوتر في المنطقة، ولم تترد اليوم في ممارسة القرصنة في أعالي البحار، مؤكدا أن الجريمة الجديدة ما كان لها أن تقع، لو كان المجتمع الدولي أكثر حزما في إرغام إسرائيل على إنهاء حصارها الجائر على سكان غزة.