أفاد المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، أن ما ورد في مؤلف الدكتور سعيد سعدي، بعنوان ”عميروش..حياة واحدة، ميتتان ووصية”، من اتهامات للرمزين بوصوف وبومدين بضلوعهما في اغتيال العقيد عميروش، ما هي إلا ادعاءات كاذبة تتداولها مختلف الأوساط منذ 50 سنة، وذهب الى أبعد من ذلك حين قال إن ”معلومات سعدي غير مؤكدة حتى في الأرشيف”. قال أمس المؤرخ بنجامين ستورا، على هامش تنشيطه لمحاضرة تاريخية ثقافية بالمركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة، في تصريحات صحفية حول رأيه في الاتهامات التي حملها كتاب سعيد سعدي ”إن هذه الحقائق تبقى مجرد دعاية كاذبة، ولا وجود لأي دليل يؤكدها بما في ذلك الأرشيف”، معبرا عن استغرابه للضجة التي أثارها ذات الكتاب، من خلال تأكيده أن ”ماورد في الكتاب من معلومات تبناها سعيد سعدي ليس بالشيء الجديد، بل هي ادعاء متداول لدى مختلف الأوساط منذ نصف قرن من الزمن”، وأضاف” أقول هذا رغم أنني لم أطلع على المؤلف بعد”. وعن أهمية كتابة التاريخ، لاسيما الجزائري من طرف أهل الاختصاص من مؤرخين وأكاديميين، على خلفية ما أثاره مؤلف سعيد سعدي من ضجة وردود الأفعال، وقف ستورا في صف معارض لذات الطرح، حين قال إن ”كتابة التاريخ لا يجب أن تبقى حكرا على فئة معينة من أفراد المجتمع”. وتأتي توضيحات المؤرخ الفرنسي، المتتبع لتاريخ الجزائر، بنجامين ستورا، لتؤكد مرة أخرى أن كتاب سعيد سعدي وراءه خلفية مشبوهة ورائحة سياسوية، خاصة وأن إصداره تزامن مع مساعي مشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي وإحياء ذكرى الربيع الأمازيغي، كما تزامن مع تحرك فرحات مهني المشبوه. ولدى تناوله لمؤلفه الجديد ”ديغول وخياره للجزائر”، وهو مؤلف نال حيزا كبيرا من المداخلة التي عرفت حضورا دبلوماسيا وأكاديميا مكثفا، قال بنجامين ستورا إن تغيير فرنسا نظرتها تجاه القضية الجزائرية، واعتراف ديغول من خلال خطابه التاريخي في سبتمبر 1956، لم يكن اعتباطيا، بل ساهمت فيها العديد من العوامل، لخصها المؤرخ خارجيا في ضغط الرأي العام الدولي، أزمة قناة السويس، ضغط الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدةالأمريكية على الشعوب المستعمرة لتطبيق حق تقرير مصير الشعوب، وعلى الصعيد الداخلي، ارتفاع تكاليف حرب الجزائر في وقت كان يمر به الاقتصاد الفرنسي بمرحلة حرجة، وتصاعد قوة دبلوماسية مسؤولي جبهة التحرير الوطني، إلى جانب تطور القوة العسكرية لجيش التحرير الوطني، لاسيما مع جيش الحدود، جهاز الاستعلامات والارتباطات العامة، التي تمكنت من اختراق خط شارل وموريس وتسليح الثورة وتكوين إطارات كفأة، وهو ما تأكد لديغول رسميا خلال زيارته للجزائر واستقباله بمظاهرات حاشدة في 1960.