أكد أمس المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا أن ماجاء في كتاب سعيد سعدي باتهامات العقيد بوصوف وبومدين بضلوعهم في اغتيال العقيد عميروش مجرد دعاية متداولة منذ 50 سنة بالأوساط الجزائرية ، رغم انه لم ينكر ان كتابة التاريخ لا يبقى حكرا على المؤرخيين فقط ، مبرزا أن تحولات ديغول اتجاه القضية الجزائرية إلا بضغط من الرأي العام والدبلوماسية الجزائرية القوية . قال امس المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا الذي قدم محاضرة ثقافية تاريخية بالمركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة ان زعيم التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الدكتور سعيد سعدي لم يورد معلومات جديدة في كتابه المعنون ب" عميروش ميتتان ووصية " ، وقال بشان اتهماماته للعقيد عبد الحفيظ بوصوف والرئيس هواري بومدين بالتآمر في فرنسا في اغتيال العقيد عميروش أنها معلومات ودعايات خاطئة تتداولها مختلف الأوساط في الجزائر منذ 50 سنة . وتبقى هذه المعلومات حسب ستورا المتتبع لتاريخ الجزائر لاسيما أثناء الحرب التحريرية الكبرى لانعدام ادلة تؤكد ما يتم تداوله لاسيما الأرشيف حسب بنجامين ستورا ، مايؤكد مرة أخرى أن كتاب سعيد سعدي له اهداف وخلفيات سياسية . وخصص سطورة مداخلته الذي عرفت حضورا جماهيريا كثيفا اكتض بهم المركز الثقافي الفرنسي لخطاب الجنرال ديغول في سبتمبر1959 وفق ماتضمنه مؤلفه الجديد " ديغول خياره للجزائر " وهو الخطاب الذي قال بشأنه انه أحدث تحولا جذريا في السياسية الفرنسية تجاه اتجاه القضية الجزائرية ، من خلال خياراته التي ألزم مشاركة الجزائريين في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، إلا انه أكد أن الموقف لم يكن إلا استجابة لضغط الدبلوماسية ومعركة الرأي العام وهي العوامل التي وجدت فيها فرنسا أن الاستجابة للأمر الواقع لا محال منها ، وهي الدبلوماسية التي انطلقت في مع أزمة قناة السويس1956 ومواقف الاتحاد السوفياتي ومعها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت ترافع آنذاك على مبدا تحرير الشعوب المستعمرة وإقرارا الحق بتقرير مصيرها وفق شرعية الأممالمتحدة . ويأتي أهم عامل لايقل عن أهميته عن العوامل السياسية والخارجية جعل ديغول يعترف بالقضية الجزائرية ارتفاع تكاليف الحرب على الجزائر في وقت بدات فيه فرنسا تعرف ركودا اقتصاديا وهو الوقت التي زادت فيه الثورة الجزائرية تنظيم نفسها سواء سياسيا من خلال الأدوار التي كانت تلعبها جبهة التحرير الوطني وحكومتها المؤقتة او عسكريا من خلال قوة جيش التحرير الوطني ووحداته جيش الحدود وجهاز المالغ الذي اخترق خط شارل وموريس ، كانت كل هذه العوامل التي أكدته مظاهرات زيارة ديغول للجزائر في 1960 جعلت منه يتخذ موقفا سريعا لإقرار حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره . بوسعد عطار