التقرير الذي نشرته صحف بريطانية أمس، منها “التايمز”، لفت إلى أن “تضامن” المسلمين فيما بينهم داخل السجن للتصدي لجماعات الأشرار، دفع بالسجناء الآخرين إلى اعتناق الإسلام من أجل الحصول على حماية “إخوانهم في الدين” في السجون البريطانية، وحسب شهادات بعض السجناء المدونة في التقرير، فإن اعتناق الإسلام سمح لهؤلاء بالحصول على “امتيازات إضافية”، منها تمضية أوقات إضافية خارج الزنزانة، بما أن إدارة السجن تسمح بأداء صلاة الجمعة مثلا للمسلمين، وإعفائهم من العمل والتعلم خلال أوقات الصلاة، وكذا الحصول على تغذية أفضل خلال شهر رمضان. وأكد ذات التقرير أن 30 بالمائة من مجموع 164 مسلم اعتنقوا الإسلام داخل السجن، وإن كان بعضهم مجرمين خطرين، واستندت إلى أن شعور النزلاء بأن حرس السجن غير قادرين على حمايتهم من النزلاء الأشرار، يدفعهم للبحث عن الأمان الذي يوفره الانتماء لجماعة مثل النزلاء المسلمين الذين يحمون بعضهم بعضا. وإن كان التقرير يرجع لجوء بعض السجناء إلى اعتناق الإسلام للحصول على امتيازات أو استجابة لتهديد البعض، فإنه بالمقابل يعكس تخوف المسؤولين من تضاعف حالات الاعتناق بحجة إكراه السجناء على الديانة بالإسلام، بعدما شهد بعض المسلمين السجناء بأن الالتزام الديني جلب الكثير من الهدوء في جو السجن الضاغط، وأكدوا على أهمية الدور الإيجابي الذي لعبه الإسلام في حياتهم. وبالمقابل حذّر تقرير “تجارب السجناء المسلمين”، الذي اعتمد على مقابلات مع أكثر من مائة سجين موزعين على 85 سجنا في بريطانيا، من “السياسة الأمنية” المنتهجة في التعامل مع المسلمين التي تدفعهم إلى التطرف، واستندت على أن الإدارة الوطنية لإصلاح السجناء، وضعت استراتيجية تهدف إلى “تعامل الموظفين بشكل فعال مع المسلمين كسجناء، بشكل فردي، يشكلون مخاطر معينة ولهم احتياجات خاصة، وليس كجزء من مجموعة منفصلة ومثيرة للقلق”. من جهة أخرى، رفضت كبيرة مفتشي السجون، إنكار انجذاب بعض السجناء المسلمين إلى وجهات نظر راديكالية ومتطرفة في ظل ارتفاع عدد السجناء المسلمين بنسبة 11 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث بلغ أكثر من عشرة آلاف سجين مسلم. وقالت معدة التقرير، إن السياسة المعتمدة في التعامل مع المسلمين في السجن “تطلق إلى المجتمع سراح شبان أكثر عرضة للإساءة أو تبنيا للتطرف”، وقد نفى مدير عام الإدارة الوطنية لإصلاح السجناء، فيل ويتلي، تطبيق استراتيجية ذات نهج أمني ضد السجناء المسلمين.