أثارت عملية توزيع حصة 70 وحدة سكنية من البناء الريفي، ببلدية أولاد عدي القبالة بالمسيلة، الأسبوع الماضي، استياء وتذمر العديد من الموطنين الذين أودعوا طعونهم بالولاية، عقب الإفراج عن القائمة الإسمية للمستفيدين من ذات الحصة، حيث اتهموا السلطات المحلية بالبلدية بالمحاباة دون مراعاة ظروف بعض العائلات التي هي في أمس الحاجة إلى سقف يأويها. حسبما أكده عدد من المواطنين المقصيين من قائمة المستفيدين ل “الفجر”، فإن القائمة ضمت بعض التجاوزات المختلفة، من بينها استفادة بعض أقارب المسؤولين المحليين وبعض العائلات الميسورة الحال المحسوبة على المدينة، بينما أقصي من الإستفادة من لهم حق الأولوية. وقصد الوقوف على ما ذكره المحتجون، قامت “الفجر” بجولة ميدانية لبلدية أولاد عدي القبالة، أين وقفنا على حالات توصف بالكارثية تتجرعها بعض العائلات، على غرار عائلة إبراهيم ابرير، المصاب بمرض مزمن والذي يقطن بقرية أولاد بية، هذا الأخير أشار إلى وضعه المزري خاصة في فصل الشتاء أين تتساقط الأمطار وتتسرب إلى داخل البيت المصنف في الخانة الحمراء، حيث لجأ عمي إبراهيم إلى وضع وتد وسط إحدى الغرف التي يظهر عليها أنها تأثرت بفعل العوامل الطبيعية وسقوطها بات وشيكا، خاصة أن البناء مشيد بالطين والحجر.. سألناه عن تاريخ إيداعه طلب مسكن ريفي فردّ.. منذ 5 سنوات، ليظهر لنا وصل إيداع يحمل رقم 658 وهو يقول: ”لقد زارني رئيس البلدية وشاهد بعينيه ظروفي ووعدني بالإستفادة، غير أن القائمة الأخيرة ضمت أسماء هي ليست في حاجة إلى مسكن”، ليستطرد قائلا: “ لقد أودعت طعنا بالولاية وقابلت الأمين العام رفقة 20 شخصا ووعدنا بالنظر في طعوننا”. بعد ذلك توجهنا إلى قرية أولاد عطية أين زرنا عائلة توميات عمار.. هذا الشيخ الذي يملك مسكنا متكونا من 5 غرف فقط وله ولدان متزوجان.. لخضر، ستة أولاد، ومحمد ثلاثة أولاد، بالإضافة إلى باقي أفراد العائلة من الأم والإخوة والأخوات. وجدنا الإبن الوسط محمد الذي تحدث إلينا بمرارة عن الطريقة السلبية التي تعتمدها السلطات المحلية في توزيع السكن قائلا:” لقد ضمت القائمة الأخيرة أسماء لمستفيدين ميسوري الحال وأخرى محسوبة على المير وحاشيته”، وهنا توقف ليستطرد: “أنا أطلب من والي الولاية فرض العدالة الإجتماعية التي يتحاشاها مسؤولونا.. أقسم بالله أن بعض المواطنين ممن استفادوا في وقت سابق شيدوا مساكنهم في أماكن مختلفة وأغلقوها وهم الآن يعيشون بالمدينة”. غير بعيد عن هذه العائلة، توجد عائلة السعيد المتكونة من 7 أولاد منهم أربعة متزوجون، أكبرهم لديه 8 أولاد، يقول:”أودعت طلبا منذ عدة سنوات وكنت أحلم بالإستفادة من مسكن ريفي حتى أفسح المجال لأخوتي الثلاثة، وأصارحكم أني لم أشعر بالعدالة في التوزيع، كون القائمة الأخيرة مريبة وضمت أسماء لا تستحق”. تركنا أفراد هذه العائلة يتأسفون لحالهم وتوجهنا إلى المدخل الجنوبي للمدينة لمعاينة مسكن عائلة علاوة عويجي، التي استقبلنا ابنها كمال المتزوج والمقيم رفقة ولديه في بيت يعود إلى سنوات الستينيات، ويشاركه شقيقه عبد المجيد البكر، وهو أب لخمسة أطفال.. وكم تأثرنا لوضع هذه العائلة التي تتجرع مرارة الإقصاء، حيث أن اللجنة المكلفة بمعاينة السكن أثبتت في محضر لها عدم صلاحية السكن، وكم من مرة طلب من رئيس البلدية معاينة تلك الوضعية إلا أنه لم يكلف نفسه عناء التنقل!