غياب المكاتب والتكفل بمنظمات المحامين سيحيل أغلب المتخرجين على البطالة تخرجت، أمس، من مجلس قضاء وهران دفعة من 300 محام حملت تسمية الأستاذ الطيب نيمور، الذي اشتهر بقضاياه العادلة خلال الاستعمار الفرنسي، وسبق أن اشتغل مع الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك. مراسم التخرج بفندق الشيراطون حضرها المحامي الفرنسي الكبير، الأستاذ جاك فيرجاس، الذي دافع عن الكثير من رموز الثورة خلال الحقبة الاستعمارية، ومنهم المجاهدة جميلة بوحيرد، وبمشاركة نقيب المحامين الأستاذ كيتا من إفريقيا، الذي قال عن نفسه إنه أول محام ذو بشرة سوداء، في حين تطرق الأستاذ رحال رضوان، رفيق المحامي الطيب نيمور منذ أكثر من خمسين سنة، خلال مداخلته إلى موضوع الدفاع الذي ساهم كثيرا في رفع مستوى القضاء في الجزائر. وقال من جهته الأستاذ بديد، من مجلس قضاء وهران، إن الإصلاحات التي جاءت في قطاع العدالة لم تشمل المحامين، خاصة فيما يخص المساس بالحق الدستوري في الدفاع، في غياب الاهتمام بالمحامي، رغم بعض محاولات الرفع من المنظومة القضائية، حيث لم تعالج إشكالية الوكالة لحد الآن، في ظل قانون الإجراءات المدنية والإدارية 08/9 الجديد الذي لم يسهل المهمة، وإنما زاد من تعقيدها. كما أثار عدم تعزيز حصانة المحامي أثناء المرافعات، بحيث أصبح المتقاضي يتخلى عن حقوقه ولا يسجل قضايا للدفاع عن نفسه نظرا للتكاليف الباهظة، خاصة أتعاب المحضر القضائي، فيما صرح عدد كبير من المحامين القدامى أن مصير هؤلاء المتخرجين الجدد سيكون حتما البطالة الإجبارية، في غياب التكفل بهم من جهة منظمات المحامين والارتفاع الكبير لأسعار المكاتب، ما يرشح كفة هؤلاء المتخرجين الجدد إلى البطالة.