عرفت ولاية الجلفة، في الآونة الأخيرة، انتشارا واسعا لعدد معتبر من النساء “المشعوذات” اللائي تدعين إمكانية توفير الدواء لكل داء من خلال قراءة الكف. تتسلل إلى أحياء العديد من كبيرات ولاية الجلفة صباحا، لطرق أبواب المنازل بحجة بيع السلع والملابس، للإنفراد بالنساء وإيهامهن بأنهن مغربيات يملكن قصاصة ورقية وأربطة ومواد مختلفة تقتنيها المرأة خفية عن زوجها، لربطه في المنزل وضمان تركه للسهر والسفر..يتم ذلك بمجرد دفع المرأة لمبلغ مقابل اقتناء تلك القصاصات وتزعم هؤلاء”المشعوذات” أن النسوة اللائي يقتنين أوراقهن، سوف ينجبن الأولاد بدلا عن البنات، وسيمتنع أزواجهن عن الزواج عليهن نهائيا.. حيث كثر الحديث بولاية الجلفة هذه الأيام، عن ظاهرة غريبة لم يعتدها مواطنو الجهة، على غرار باقي مناطق القطر الجزائري، وهي ظاهرة انتشار مجموعة من النساء بالقرب من محطات النقل العمومي في الأسواق وأمام البيوت، يدعين قراءة وكشف المستقبل من خلال تفحص راحة اليد في أسلوب غاية في الدهاء والمكر، لاصطياد زبائنهن من الجنسين، عن طريق بعض الكلمات السحرية والطلاسم التي تستعملها تلك النسوة لاستدراج الفريسة التي ستكون سهلة المنال وصائغة بين أنياب بائعات السحر. هذه النسوة تستغل، في نفس الوقت، الأزمات المالية والنفسية التي تعتبر القاسم المشترك لمعظم شرائح المجتمع، وبمجرد أن يسلم الزبون كفه للقارئة تبدأ تفحص خطوط راحة اليد، طالبة تأشيرة لدخول المستقبل من أبوابه العريضة مركزة على العلاقات الإنسانية التي من شأنها أن تثير قريحة الزبون وتشد انتباهه كالحب والزواج والعمل وغيرها. إلى هنا يبدو الأمر عاديا، غير أن ما يثير الدهشة هو أن “الغجريات” تتعمدن في الكثير من الأحيان تلاوة طلاسم وتمائم لتجريد الزبون من أي ورقة نقدية في جيبه، حيث يقوم باستخراج كل ما يملكه من مبالغ مالية تكون بحوزته في تلك اللحظة وتسليمها لقارئة الكف دون شعور منه، إلى غاية اختفاء تلك المرأة عن أنظاره. والملاحظ أن أكثر زبائن قارئات الكف هم من شريحة الرجال التي كان من المفترض أن تشد جنس بنات حواء الفضوليات، والتي فرضن منطقهن هذه المرة بخطط جهنمية لا تخطر على البال. كشفت لنا إحدى السيدات اللواتي وقعن ضحية لمكر أولئك المشعوذات، أنها أثناء تواجدها بمنزلها توجهت إليها إحداهن طالبة منها جرعات من الماء لسد عطشها، وأثناء ذلك عرضت عليها قراءة المستقبل، إلا أنها عوض ذلك نومتها مغناطيسيا بكلمات قالت عنها السيدة إنها لم تفهم منها شيئا.. لتكتشف الضحية أن مجوهراتها الثمينة قد اختفت بعد مغادرة قارئة الكف لمنزلها، لتبقى تتحسر وتبكي على الأطلال، فلم يتحقق لا الحب ولا الزواج، ولا مال ولا مجوهرات..!