لا تزال ظاهرة اكتشاف تدنيس المصاحف الشريفة تتكرر باستمرار، بالعديد من المناطق بولاية سطيف، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات ويثير الحيرة وحتى الذهول، حول الجهة التي تقف وراء هذا الفعل الشنيع، الذي حز كثيرا في نفوس السكان ومس مشاعرهم في الصميم. الظاهرة اكتشفت لأول مرة سنة 2008 بأحد مساجد مدينة سطيف، حيث ظن الجميع أن الفعل يكون من طرف أحد المعتوهين، لكن الظاهرة توالت وتكررت منذ ذلك الحين إلى غاية نهاية الأسبوع المنصرم، حيث انتقلت إلى مدينة العلمة، حيث تم تسجيل عدة حالات مشابهة، كان أغلبها منتصف الشهر المنصرم، عندما اكتشفت 28 مصحفا شريفا ملطخة بفضلات الإنسان بمسجد “الليث” بحي بوسيف وسط المدينة، ثم انتقلت بعدها إلى دائرة عين ولمان، التي سجلت بها 6 عمليات مماثلة، اثنتان منها ببلدية قصر الأبطال، والباقي ببلدية عين ولمان، مست حوالي 20 مصحفا بطريقة بشعة تشمئز لها القلوب. وكان آخر هذه الأعمال الشنيعة نهاية الأسبوع المنصرم بمسجد “مالك بن نبي” بمدينة عين ولمان، وهي العملية التي سجلت لثاني مرة على التوالي في ظرف لا يتجاوز الأسبوعين. والغريب في الأمر أن هذه الظاهرة تمت بنفس الطريقة والكيفية، ما يوحي بأن العملية منظمة ومدبرة من قبل جماعة مجهولة، وقد رجحت بعض المصادر أن يكون الفعل مقصودا، ويرجح أيضا أن جماعات طائفية تقف وراء هذا الفعل بهدف المساس بمشاعر المسلمين وزعزعتهم. وما يثير الحيرة أكثر هو تكتم الجهات المعنية على هذه الحوادث، حيث تعمدت عدم التبليغ للجهات الأمنية، إذ كان المواطنون هم من يبلغون مصالح الأمن في كل حادثة، وقد طالب السكان بضرورة فتح تحقيق واسع للتعرف على هوية الفاعلين وتقديمهم أمام الجهات القضائية لتسلط عليهم أشد العقوبات، والحد من هذه الظاهرة التي تمس ديننا الحنيف.