أدانت محكمة جنايات البليدة شابا يبلغ من العمر ثلاثين سنة بالسجن النافذ لعشر سنوات لتورطه في جناية محاولة قتل شقيقته بطريقة وحشية، والتي ما كانت لتعيش من أجل العودة بالتفاصيل لما تعرضت له لولا تدخل والدهما الذي تمكن من إنقاذ حياتها في آخر لحظة. تعود تفاصيل هذه القضية الأليمة إلى صائفة العام الماضي، والتي دارت بدوار الدكاكنة، ببلدية الدويرة، كان بطلها المسمى (ص. سعيد)، الذي حاول إزهاق روح شقيقته بعد تراجعها عن وعدها له بمنحه مبلغا ماليا يقدر بمائة مليون سنتيم لبدء مشروع تجاري، قبل أن تفاجأ ليلة إخباره بعدم تمكنها من بيع سيارتها لمساعدته وتخليها تماما عن الفكرة، وهو يحاول قتلها بينما كانت نائمة بمفردها بغرفتها، مستعملا في ذلك شاقورا حادا وجه لها به عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها. وحسب ما جاء به تقرير الخبيرة الشرعية، فإن إصابات الضحية تسببت لها في عجز عن العمل لمدة شهرين جراء ما لحق بها من أذى على مستوى الأعصاب والشرايين والعظام، في الوقت الذي لم تتمكن الضحية من إبداء أي محاولة للدفاع عن نفسها جراء الصدمة ومن مباغتة أخيها لها وهي في نوم عميق. والد الطرفين روى بكل حسرة وألم تفاصيل تلك الليلة المشؤومة، قائلا إنه وبعد أدائه لصلاة الفجر عاد إلى المنزل بعد أن ترك الجميع نائمين، إلا أنه وبدخوله باب المنزل تفاجأ بابنه سعيد وهو يهرول خارجا واصطدم به دون أن يعطي أي تفسير لسلوكه الغريب، وهو ما جعل الأب يشعر بنوبة قلق، فتوجه إلى غرفة ابنته ليجدها غارقة في بركة دماء وهي تصارع الموت، ليقوم وبمساعدة من جيرانه بإسعافها إلى مستشفى الدويرة، ثم إلى المستشفى الجامعي بالبليدة، قبل أن يعاد تحويلها إلى مستشفى الدويرة ثانية، حيث بقيت لفترة وهي تعالج من آثار تلك الإصابة، فيما اختفى أخوها عن الأنظار لفترة، قبل أن يسلم نفسه إلى مصالح الأمن. وبالاستماع إلى أقواله أكد أنه لم يقصد إزهاق روح شقيقته، بل تملكه الغضب منها فقط، ولم يضربها بشاقور بل بقضيب حديدي، وكان الفرق بينهما كبيرا على حد تعبير كل من حضر المحاكمة. الدفاع من جهته، حاول تخفيف جرم موكله بالتماس تكييف التهمة من محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إلى تهمة الضرب والجرح العمدي. إلا أن هيئة المحكمة أبقت على التهمة الأولى بالنظر إلى فداحة الجرم المرتكب، وعادت لتنطق بالحكم السابق ذكره.