اتهمت نساء ضحايا الاعتداء الجسدي والجنسي، الذي وقع في حاسي مسعود بولاية ورفلة سنة ,2001 السلطات بعدم التدخل في الوقت المناسب من أجل حمايتهن من بطش جماعة إرهابية باغتتهم في مسكنهم بحي الجيشا. وبعد مرور تسع سنوات على الحادثة أصدرت الضحايا كتابا يحكي عن ليلة الواقعة عنوانه ''مرارة تجاه عدم اكثرات السلطات''. ونقلت جريدة ''لوفيغارو'' الفرنسية أمس شهادة سيدات ضحايا الاعتداء الذي تورط فيه أكثر من ثلاثين شخصا وقالت السيدة رحمونة صالح، 43 سنة، إحدى الضحايا ''إذا لم تحمك أمك فمن يحميك''، في إشارة إلى عدم تلقي الحماية من السلطات المحلية في الوقت المناسب خاصة أن كل نساء الحي تعرضن للاعتداء وصرخاتهن وصلت إلى السماء. حسب رواية السيدة. وتروي رحمونة كيف تم طعنها من قبل المعتدين ليلية الواقعة على مستوى البطن وكيف تم ضربها على مستوى الوجه أيضا بركلات رجال مدججين بأسلحة بيضاء وبالهراوات. كما تروي ضحية أخرى، وهي فتيحة معمورة، كيف تم اغتصابها حيث كان عمرها لا يتعدى 25 سنة وضربها على مستوى الرأس حتى أغمي عليها. قالت ''أتذكر جيدا عندما اقتحم الحي الذي كنا نقطن به جماعة من الأشخاص وكيف اعتدوا علينا واغتصبونا بوحشية مرددين كلمة: الله أكبر ''. وتعرضت أربعون امرأة يعشن بحي الجيشا بحاسي مسعود وحدهن، منهن مطلقات وعازبات لاعتداء وحشي من قبل أشخاص واتهمن خلالها بممارسة الرذيلة حسب رواية المعتدين. وقد أصدرت محكمة الجنايات بمدينة ورفلة سنة 2001 أحكاما بالسجن النافذ تراوحت ما بين ثلاث سنوات وستة أشهر على ثلاثين شخصا تورطوا في الاعتداء على سكن مجموعة من النساء في حي الحيشا بمدينة حاسي مسعود، وأصدرت المحكمة حكما بالسجن النافذ لمدة ثلاثة أعوام على 3 متهمين، ولمدة عام واحد على عشرة آخرين، ولمدة ستة أشهر على متهم واحد، وبرأت عشرة آخرين. فى حين اتخذت الإجراءات القانونية لمحاكمة متهم آخر فى حالة فرار. وجاءت الأحكام بناء على تهم تراوحت بين اعتداء هؤلاء الأشخاص على ممتلكات الغير والاعتداء على الشرف، فضلا عن تهم تتعلق بالشتم والضرب والتهديد بالسلاح الأبيض. وذكر إثرها أن ثمانية أشخاص تورطوا فى هذه القضية سبق أن أحيلوا على القضاء التي أصدرت بحقهم حكما بالسجن غير النافذ لمدة سنة. وطالب النائب العام لمحكمة الجنايات في ورفلة بعشر سنوات سجنا للمتهمين فى هذه القضية. وجرت جلسات القضية بحضور المتهمين وأفراد عائلاتهم وهيئة الدفاع عن النساء ضحايا الاعتداء. تعود تفاصيل القضية إلى ليلة 14 جويلية سنة ,2001 لما هاجم عدد كبير من الأشخاص سكن مجموعة من النساء قبل الاعتداء عليهنّ جنسيا وجسديا، ولم يفك أسرهن إلا بعد وصول قوات الأمن التي وضعت حدا لمعاناة البعض منهن اللواتي جرحن خلال الاعتداء.