تفتقر مدينة الشلف إلى الكثير من المرافق الترفيهية والاجتماعية التي يمكن أن تكون ملتقى لأبناء الولاية ومتنفسا لهم بدلا عن المقاهي وناصية الطرقات التي أضحت تعجّ بالمتسكعين والفضوليين الذين أعيتهم الحيلة وتفرّقت بهم السبل باتجاه أي وجهة يقصدون. يفضّل الكثير من أبناء الولاية التوجه إلى الولايات الساحلية القريبة كمستغانم أو تيبازة فيما يكتفي ذوو الدخل المحدود الانزواء بالمقاهي أو لزوم بيوتهم لمتابعة برامج تلفزيونه أو التسمر أمام شاشات الكومبيوتر بمقاهي الأنترنت، وذلك نظرا لغياب أي مرافق سياحية بالمراكز الحضرية الكبرى، إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة الشديدة التي ميّزت صيف هذا الموسم والتي جعلت الكثير من المواطنين يحسب ألف حساب لأية نزهة. يفضل الكثير من أبناء الولاية التوجه نحو الشواطئ القريبة من الولاية كمستغانم أو تيبازة وحتى تنس، فيما يفضل ذوو الدخل المحدود التوجه نحو البلديات الساحلية للولاية والممتدة من بني حواء شرقا إلى سيدي عبد الرحمن غربا، لتواجد الكثير من الشواطئ المعروفة خصوصا بمنطقة بني حواء ”تيغزة” و”الدشرية” ببلدية سيدي عبد الرحمن التي تمثل مقصدا وطنيا لكثير من المصطافين لنظافة شواطئها ومناظرها الطبيعية، وباستثناء هذه المناطق الساحلية، فإن الولاية لا تتوفر لحد الساعة على أي مرفق ترفيهي أو سياحي يمكن أن يمثل مركز جذب للزوار باستثناء الفضاء الطبيعي الوحيد بعاصمة الولاية والمتمثل في حديقة التسلية بالشلف، والتي يبقى بعدها عن مركز المدينة فضلا عن عدم وجود خط نقل مباشر يربطها بمركز المدينة يشكّل عبئا ثقيلا على العائلات الشلفية وخاصة منها تلك التي لا تتوفر على مركبة نقل خاصة.وفي ظل هذا الافتقار الصارخ في المرافق الترفيهية والسياحية، يتحوّل مركز المدينة في الساعات الأولى من الصباح إلى مركز يعجّ بالمواطنين الوافدين على المدينة سواء للتسوق أو للتنزه باعتبار أن الكثير في إجازة سنوية، كما تتحوّل المقاهي إلى أماكن للضجيج بفعل التدفق البشري الهائل عليها، حيث لا تكاد تظفر بمقعد في الساعات الأولى من الصباح.. كما تتحوّل مقاهي الأنترنت وقاعات الألعاب الإلكترونية إلى أماكن مفضّلة لكثير من الشباب والمراهقين الذين يقصدونها للإبحار في فضاءات بعيدة أو لولوج عالم افتراضي ينسيهم لساعات واقعهم البائس. ونتيجة لافتقار المدينة إلى مرافق الترفيه والسياحة، تتحوّل الساحات العمومية والشوارع الرئيسية لمركز المدينة خلال هذا الصيف إلى أسواق مفتوحة على تجارة فوضوية وباعة فوضويين يعرضون الكثير من السلع وبمختلف الأثمان، كما تجد أطفالا لا يتجاوزون الخامسة عشر من أعمارهم يعرضون عليك سلعا بمجرد نزولك من مركبات النقل أو سيارات الأجرة، يتسابقون على الزبائن لبيعهم سجائر، شكولاطة، مواد زينة وحلويات لا تدري في أي تاريخ أنتجت ولا متى تنتهي صلاحيتها.. كما تجد آخرين يجوبون الساعات عارضين سلع أخرى (ملابس، مواد زينة..) من أجل توفير دنانير إضافية للدخول المدرسي المقبل، ويستمر التدفق البشري إلى غاية قرابة منتصف النهار حيث تبدأ الحركة في عدّها العكسي بفعل درجة الحرارة المرتفعة والتي لا تقل في الولاية خلال هذا الفصل عن ال42 درجة، حيث يفضل الكثير من المواطنين الانزواء في بيوتهم. ولا تزال مدينة الشلف رغم استفادتها من هياكل قاعدية كثيرة، تفتقر إلى المرافق السياحية التي يمكن أن تجعل منها مدينة سياحية من الطراز الأول وتشجع على الحركة السياحية بها باستثناء الشريط الساحلي للولاية الممتد على 120كلم، فإن المدينة لا توجد بها أي مرافق سياحية تشكّل مقصدا وطنيا أو حتى محليا للناس خلال أيام الصيف أو خلال العطل.كما تشهد عاصمة الولاية خلال موسم الاصطياف توافدا كبيرا للكثير من المواطنين على مركز المدينة وانتشار كبير للتجارة الفوضوية، كما تشتد حالات الفوضى بقطاع النقل الذي يتحوّل بفعل التدفق البشري إلى ساحات إلى التجاوزات والمشادات والتسابق نحو الظفر بأكبر عدد من الزبائن.