إعلام الزوجين بوضعهما الصحي والعمل على العلاج من شروط إتمام عقد الزواج، إجبارية تقديم شهادة طبية بالحالة الصحية للزوجين، وضرورة الفحص الطبي لضمان سلامة وصحة الزوجين وحتى سلامة الأبناء ولتفادي الأمراض المتنقلة والوراثية، وعلاج المشكلة منذ البداية قبل تفاقمها بعد الزواج. ويُنصح المقبلون على الزواج معرفة الحالة الصحية العامة وذلك بإجراء الفحص الطبي والتأكد من خلو أحد الطرفين من خلل في وضائف الكلى والكبد والالتهابات في المسالك البولية والجهاز التناسلي، وبالتالي تفادي نقل العدوى والأمراض الوراثية. وهذا الفحص لا يقلل من قيمة الرجل أو المرأة بل هو صمّام آمان لضمان مستقبل عائلي سليم. وتتجلى لنا أهمية الكشف والعلاج المبكر في تحسين الحالة الصحية وقد يتسبب الإهمال في العلاج مثلا لرجل مصاب بالسكري في ضعف في القدرة الجنسية، مما يعكر صفو حياته الزوجية بشكل كبير. وأيضا اكتشاف مشاكل وأمراض القدرة الإنجابية، كلما كان مبكرا، كلما كانت النتائج أسرع وأفضل، وعلى المريض أن يكون على دراية باحتمال تأخر الإنجاب عقب الزواج، وذلك للتقليل من حجم المشاكل النفسية والاجتماعية. ويشمل الفحص الطبي أيضا التحاليل المبخرية اللازمة: فحص الدم : * نسبة السكر في الدم Glycemie * نسبة الكولسترول في الدم * كشف التهاب الكبد Serologie hepatique “hepatite” toxoplasmose; Rubcole نقص المناعة المكتسبة(HIV) Syphilis (التهاب الجهاز التناسلي) * فحص مجرى البول والجهاز التناسلي لمعرفة نوع الالتهاب والذي سبب نقل العدوى أو يعيق عملية الإنجاب * فحص السائل المنوي spermogramme” لكشف مدى القدرة الإنجابية وعلاجها مبكرا من دون حدوث مشاكل. * هناك فحوصات تشمل معرفة فصيلة الدم للزوجين وعامل “RH” أي نوع الفصيلة (الإيجابية، السلبية) إذا كانت الزوجة فصيلة دمها Rh(-) negative ، وكان الزوج من فصيلة Rh (+) positive ، فقد تكون هناك مشكلة في الحمل الأول، وقد تصاب الزوجة بالحساسية، حيث يضمن الكشف المسبق لهذه الحالة وتمكنها من علاجها وذلك بإعطاء الحقنة Anti D. هذه الفحوصات الطبية والتحاليل المخبرية والكشف المبكر يضمن سلامة الوالدين، وبالتالي يضمن سلامة وصحة الأبناء وذلك أيضا باتخاذ التدابير الصحية والطبية خاصة أثناء الحمل وبعد الولادة، حيث يكون تأثير الأم مباشرا على الجنين الذي يتغذى وينمو داخل أحشائها. وقد يكتسب الأبناء الأمراض الوراثية عن طريق والديهم، مما يؤثر سلبا على صحة الأبناء، إذا أصيب أحد الوالدين كمرض السكري (النوع المستمر)، أو إذا كانت الأم ذات الفصيلة السلبية، حيث قد تنجب أطفالا مصابين بفقر الدم (الأنيميا) وفي الأخير يجب التوعية والتحسيس لدى المواطنين بضرورة وأهمية الفحص الطبي قبل الزواج وتحديد الحالة الصحية العامة للطرفين في مرحلة مبكرة، وهذا لا يعني منع الزواج. وإجراء هذا الفحص هدفه اكتشاف الأمراض مبكرا والعمل على علاجها وإعلام الزوجين بوضعهما الصحي. ومن شروط العمل الطبي هو السرية التامة في التعامل مع المرضى، ولا يجوز كشف وإفشاء سر المريض لأحد من دون أخذ موافقته.