يبدو أن حركة التصحيح التي استمرت شهرا في أسعار الذهب انتهت الآن؛ حيث عاد طالب المادة إلى الظهور على خلفية ضعف الدولار وارتفاع الطلب المادي مع قرب دخول شهر رمضان وموسم الزواج في الهند. وسوف يكون الدعم المهم للمتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند مستوى 1150 دولار للأوقية نقطة التركيز لأي تصحيحات مستقبلية. علاوة على ذلك، أعلنت الصين الأسبوع الماضي أنها ستخفف القواعد التجارية المتعلقة بالذهب، ما من شأنه أن يساعد على زيادة طلب المستثمرين من تلك المنطقة. وربما يدفع الاقتصاد الأميركي الذي يشهد تباطؤا مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيف التدابير مرة أخرى مع احتمال أن يترتب على ذلك ضعف في سعر صرف الدولار وارتفاع في أسعار الذهب. وقد ألقى تقرير البطالة الشهري الضوء على هذا الاحتمال، إذْ أنه لا توجد دلائل على أن سوق العمل يتلقى دعما، ونتيجة لذلك هناك احتمال لتراجع ثقة المستهلكين والإنفاق خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويواصل المستثمرون في صناديق الذهب المتداولة في البورصة إظهار مرونتهم؛ إذ لم تنخفض الأرصدة إلا بنسبة 1,8 في المائة خلال بيع التصفية الأخير بمقدار 100 دولار. وفي الوقت نفسه رأينا الفضة تتفوق في أدائها على الذهب، ما ساعد أيضا على استقرار الأسواق. ومن منظور تقني، نجد أن العودة إلى ما فوق 1200 دولار للأوقية تشير إلى ملامسة ذروة شهر جويلية الماضي مجددا عند مستوى 1218 دولار للأوقية يعقبه مستوى 1225 دولار للأوقية. أما مستويات الدعم فيمكن أن نجدها عند مستوى 1188 دولار للأوقية يعقبه مستوى 1166 دولار للأوقية. وسيكون شهر رمضان رحمة على أسعار الذهب عالميا تزامنا مع تراجع الدولار وإمكانية تراجع أسعار الذهب لعقود الآجال المحدودة مستقبلا.