يبدو أن أحوال المنتخب الوطني مرشحة بقوة للمضي بخطوة نحو الأمام وخطوتين إلى الوراء، وهذا ما أكدته المواجهة الودية الأخيرة ضد الضيف الغابوني، الذي كشف كل عيوب سعدان وأشباله المنتخبات الكبيرة لا تتأثر بالغيابات صحيح أن المنتخب الوطني لعب منقوصا من عدة ركائز، إلا أن هذه الحجة تبقي غير مقبولة لدى منتخب قيل لنا قبل المباراة إنه مونديالي ووصل إلى الاحترافية، كما أن العديد من المنتخبات التي لعبت يوم الأربعاء الماضي منحت الفرصة لضخ دماء جديدة في صفوفها ولا أحد تحدث عن الغيابات التي لم نرها سوى نحن مشجبا لتعليق فشلنا عليه. سيديريك استدعي ليترك في المدرجات بعد نهاية المونديال ونهاية المشوار الدولي للعديد من اللاعبين، توقع الكثيرون أن يمنح الناخب الوطني، رابح سعدان، الفرصة للعديد من الشبان الذين لا يملك الجرأة الكافية لإقحامهم في المباريات الرسمية أو المناسبات الكبيرة ومثل هذه المباريات هي أحسن فرصة لمعاينتهم، لكن سعدان يفضل دوما الاعتماد على ما هو جاهز. ففي حراسة المرمى، لا يختلف اثنان في المستوى الراقي للحارس مبولحي وكان الجميع يتوقع إقحام سيديريك، لكن سعدان استدعاه ليتركه في المدرجات رغم علمه بالمعاناة النفسية لمبولحي الذي ظلمه بإقحامه طيلة المباراة. سعدان يطالب بظهير أيمن خلال المونديال، قال سعدان إن اللاعب قادير قد حل نهائيا مشكل الظهير الأيمن في المنتخب الوطني، لكنه بعد مباراة الغابون ركز على هذا المنصب بالذات ليؤكد أنه بحاجة للاعب أكثر نشاطا لإعادة الروح إلى هذا المنصب الذي تداول عليه كل من عنتر يحيى، قادير فؤاد ومؤخرا عبد القادر غزال، علما أن سعدان يملك حلولا أخرى تتمثل في استدعاء ربيع مفتاح، لاعب شبيبة القبائل، أو إيجاد حل من وراء البحر ولديه خيارات شاقوري، حامل ألوان شارل لوروا البلجيكي، إبراهيم فراج، لاعب براست ومهدي مصطفى من نيم وكلهم ينشطون في الرواق الأيمن. خط الوسط...الحلقة الأضعف تركيز سعدان على التحدث عن خط الظهير الأيمن اعتبره العارفون تضخيما للمشكل لأن الحلقة الأضعف في منتخبنا، وهو ما تأكد في المونديال، يكمن في خط الوسط. فالكثير من الذين انتقدوا زياني سارعوا خلال مباراة الغابون إلى التأكيد بأنه قطعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، ورغم توفر الأوراق الرابحة سواء في الوسط الدفاعي مع تواجد كل من لحسن، يبدة، قديورة... ويمكن حتى ذكر لموشية وفي الوسط الهجومي مطمور، زياني، بودبوز وغيرهم، إلا أن الناخب الوطني لم يتوصل بعد لاستغلال كل هذه الطاقات كما ينبغي عليه مراجعة حساباته لكون منتخبنا أضحى من السهل على أي خصم السيطرة عليه نتيجة افتقاد توازن هذه المنطقة الحساسة. الشاذلي وبراهيمي قد يحلان معضلة الهجوم تشير المعطيات الخاصة بإحصائيات اللاعبين إلى أن المهاجمين الجزائريين هم الأقل تسجيلا مع أنديتهم وهذا ما انعكس على المنتخب الوطني الذي تأهل للدور الثاني من الكان الأخيرة بهدف واحد (سجله المدافع حليش) ولم يسجل أي هدف في المونديال وما زاد الطين بلة هو التراجع الرهيب لمستوى جبور والعقم الخطير لغزال، ما يتطلب البحث عن مهاجمين جدد قد يتمكنون من فك العقدة ويتواجد الشاذلي المنتقل مؤخرا لكايزر سلاوتن وبراهيمي لاعب ران في أحسن رواق لتحقيق ما لم يتمكن منه الثنائي جبور وغزال. عبدون وزياية دوما في دكة الاحتياط يبدو أن تعنت الشيخ سعدان لا نظير له وهو عندما يرفض لاعبا فلا أحد يغير نظرته إليه. فمثلا عبدون الذي استدعاه بانتظام بعد أن اقتنع بإمكانياته التي أهلته سابقا للتويج باللقب العالمي مع شبان الديكة إلا أنه مايزال ينظر إليه بالعين الضريرة ويرغمه على ملازمة الاحتياط والأمر نجده مكررا بأكثر قسوة مع ابن ڤالمة، زياية، الذي مع نقص المهاجمين كانت مكانته للتنقل إلى المونديال شبه مضمونة لكن سعدان فضل تشطيب اسمه والتنقل بثلاثة مهاجمين فقط ورغم عودته بعد الكثير من اللغط إلا أن الوضع بقي كما هو.. غزال دوما أساسيا...وزياية دوما على دكة الاحتياط ! الخضر في مفترق الطرق هذه المعطيات السلبية تجعلنا نجزم أن الخضر يمرون بأصعب مراحلهم وهم على بعد أقل من شهر عن العودة للمنافسات الرسمية وأن عملا كبيرا ينتظر الناخب الوطني المطالب بالتعامل بليونة مع ما يحدث لأن تعنته قد يوصل الخضر إلى طريق مسدود ولذلك فليس هناك أي مانع من تدعيم العارضة الفنية بمن يمكنهم تقديم دفع إيجابي للخروج من السلبيات. الوقت ضيق وسعدان في ورطة لم يعد يفصلنا عن استقبال تنزانيا سوى 3 أسابيع وعامل الوقت هو في غير صالح المدرب الوطني، المطالب بإيجاد حل لعدة مشاكل في وقت قصير لأن منتخبا موندياليا بحجم الجزائر لو يتعثر أو حتى يفوز بصعوبة على منتخب مغمور مثل تنزانيا التي لم يسبق لها وأن تأهلت لكأس إفريقيا ولم تحلم بكأس العالم سيقلب كل شيء على رأس الشيخ سعدان، الذي يعيش ضغوطات رهيبة، نأمل أن يستغل خبرته للخروج منها سالما. المنتخب التنزاني تعادل مع كينيا تعادل ضيف الخضر القادم، منتخب تنزانيا، مع ضيفه الكيني بنتجة هدف في كل شبكة وبغض النظر عن النتيجة فقد أثنت الصحافة الافريقية كثيرا على ”نجوم التايفا” بقيادة الدانماركي يان أولسن ووصل الأمر بالكثير منها للتأكيد من أنها ستكون الحصان الأسود في التصفيات القادمة وأن المنافسة في المجموعة الثالثة لن تقتصر على الجزائر والمغرب للتأهل خاصة مع الحماس الكبير للاعبي تنزانيا الذين ازدادت شهيتهم تفتحا بعد مواجهتهم للبرازيل التي تمكنوا من التسجيل عليها هدفا تاريخيا وهو ما لم يحققه منتخبنا الوطني رغم مقابلته للسحرة عدة مرات. ملعب 5 جويلية لم يعد يلائم الخضر يبدو أن ملعب 5 جويلية لم يعد يلائم الخضر، ففيه خسرنا أمام غينيا وعبثت بنا صربيا ويوم الأربعاء الماضي دخلت الغابون القائمة وهو ما يزيد قناعة العودة لملعب تشاكر بالبليدة الذي يبدو أنه أكثر بركة ويعرفه اللاعبون أكثر من غيره والتأكيد في المواجهة القادمة أمام تنزانيا يوم 5 سبتمبر القادم. الجمهور من حقه أن يغضب لا أحد يشك في حب الجمهور الجزائري لمنتخبه حتى وإن كانت تصرفات هذا الأخير في بعض الأحيان قاسية، لكن عندما نعلم أنها لم تكن سوى رد فعل على المردود السلبي للاعبين فوق الميدان؛ حيث تحولوا لدمى متحركة فمن حق الجمهور أن يغضب خاصة عندما نعلم أن الجمهور عاد بقوة لتشجيع الخضر بعد هدف جبور بحثا عن التعادل سنتأكد من أن موطن الداء في الميدان وليس من المدرجات.