تعرف هذه الأيام جل المناطق الزراعية بولاية بسكرة نشاطا حثيثا من طرف فلاحيها، وهذا بالشروع في عمليات الحرث والتسميد وتهيئة التربة وتسويتها على مستوى المساحات الزراعية الواسعة غير المغطاة والمخصصة لزراعة الحبوب والخضر والبقول كالفول والجلبانة، فضلا عن مضاعفة أعداد كبيرة من البيوت البلاستيكية المعتمدة في فلاحة أنواع من المنتوجات المبكرة والتي توجه منها نسبة إلى الأسواق الوطنية نحو ولايات أخرى، كأنواع الفلفل والطماطم وغيرهما مع إمكانية تصديرها إلى خارج الوطن على غرار مواسم فلاحية سابقة. ويعمل فلاحو مزيرعة والمبدوعة وواد السدر وسيدي صالح والذيبية وغيرها في محيط أراض زراعية جيدة متداخلة الحدود بين بلديات مشونش عين الناقة زريبة الوادي الفيض التي تتميز بمردودها الزراعي والجودة والنوعية وكثرة الكمية، وهو ما شجع شباب المنطقة بالعودة إلى خدمة الأرض بقوة سواء بإيجار الأراضي أو الاستصلاح مستعينا في ذلك بمساعدات الدولة ومختلف البنوك والصناديق المرافقة، كصندوق التأمين على البطالة الإجراءات التي ذللت غلاء أسعار وسائل العمل والإنتاج أمام أبناء المنطقة والقادمين إليها من ولايات أخرى للاسترزاق من الزراعة وتربية الماشية والدواجن، حيث نجد الاهتمام بهما في الدرجة الثانية بينما جاءت رعاية النحل ومختلف الأشجار في المرتبة الأخيرة لسهولة متابعتها وطول انتظار غلالها، هذا بالرغم من غرس آلاف الأشجار في السنوات الأخيرة ما يبشر بازدهارها. والجدير بالذكر أن المنطقة عموما تخلصت منذ سنوات من مظاهر التصحر وزحف الرمال، حيث صار اللون الأخضر الغالب على معظم أراضيها طيلة العام، فالمسافة التي تربط بين مدينة بسكرة وبلدية عين الناقة كانت في السابق تغطيها سلسلة من الكثبان الرملية التي تغطي الطريق الوطني، لكن اهتمام الدولة بالنشاط الزراعي وتوفير الوسائل المشجعة على الاندماج وفتح مسالك فلاحية وتوسيع شبكة الكهرباء الريفية وتسهيل إجراءات التنقيب عن المياه، عوامل ساعدت على النهوض بالفلاحة في ولاية بسكرة التي تحولت إلى منطقة فلاحية بامتياز.