يخوض فلاحون بولاية بسكرة حاليا تجربة غرس مادة البطاطا التي أدخلت إلى المنطقة هذا الموسم من أجل تنويع المحاصيل الزراعية، ويقوم بتجسيد هذه المبادرة التي تحظى بالمرافقة المصالح الفلاحية مجموعة من المزارعين المحليين في صيغة مستثمرات عائلية عبر مساحات ضيقة بناحية «ليوة» بغرب الولاية، ويرى مهنيون أن تجربة غراسة البطاطا أملتها إرادة نشطاء العالم الفلاحي في تنويع المحاصيل الزراعية بالجهة، مشيرين إلى أن ترقية هذه التجربة النموذجية من خلال انخراط مزارعين جدد وتوسيع المساحات المغروسة في السنوات الموالية ممكنة في حالة تحقيق نتائج محفزة هذا الموسم، وتعتبر بلدية «ليوة» ذات طابع فلاحي بصفة رئيسية، بحيث يمارس السواد الأعظم من سكانها النشاط الفلاحي عبر مساحات شاسعة متمثلة خاصة في 4 محيطات فلاحية مدمجة ضمن صيغة الاستصلاح الفلاحي وذات مساحة إجمالية تقدر ب3550 هكتارا بها مجموع 455 مستفيدا، وحسب «خالد لعجال» الذي يشغل منصب إطار زراعي فإن إدماج غراسة البطاطا في الدورة الزراعية بالزيبان تعد فرصة مواتية أمام التقنيين والمهنيين على السواء لبلوغ أبعاد متعددة منها رصد مدى قابلية التربة لهذا النوع من المحاصيل الزراعية ذات الاستهلاك الواسع والوقوف على مردود الهكتار الواحد وانتقاء صنف البذور الملائمة للمواسم القادمة، ويرى المتحدث الذي هو أيضا رئيس جمعية ذات طابع فلاحي أن الحرص الذاتي من طرف المزارعين المحليين على تأمين النجاح لهذه الخطوة الايجابية لا يمنع الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى نظرائهم بالولايات ذات التقاليد الراسخة في هذا النمط من الزراعة الحقلية. ودأب مهنيو ولاية بسكرة على ممارسة نشاطات زراعية معينة كغراسة النخيل والزراعات المحمية تحت البيوت البلاستيكية (الفلفل والطماطم والباذنجان والخيار) والحبوب (القمح بنوعيه لين وصلب والشعير) والخضروات الحقلية( الفول والجلبانة والجزر والبطيخ) والمحاصيل الصناعية والتوابل (التبغ والحناء والملوخية والنعنع). ويأمل القائمون على شؤون القطاع الفلاحي بالولاية أن يثمر نضج التجربة لدى المزارع المحلي وإقحام غراسة البطاطا ضمن لائحة المحاصيل المنتجة ببسكرة بالمساهمة في تغطية الطلب المحلي وتسويق الفائض نحو الأسواق الوطنية على المدى القريب.