المسلم إذا أراد أن يكون ممن ينال شرف مناجاة الله تعالى, والأنس بذكره في ظلمة الليل, فليحذر الذنوب, فإنه لا يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي. قال رجل لإبراهيم بن أدهم: إني لا أقدر على قيام الليل؛ فصف لي دواء؟ فقال: لا تعصه بالنهار, وهو يُقيمك بين يديه في الليل, فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف, والعاصي لا يستحق ذلك الشرف. وقال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد إني أبِيت معافى, وأحب قيام الليل, وأعِدّ طهوري؛ فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن: ذنوبك قيدتْك. وقال رحمه الله: إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل وصيام النهار. وقال الفضيل بن عياض: “إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار, فاعلم أنك محروم مكبّل, كبلتك خطيئتك”.