هناك أوقات وأحوال يستجيب الله فيها الدعاء لا محالة، وهذا ما يجب اعتقاده وظنه في حق الله عز وجل، فقد أخبرنا بذلك وهو أصدق القائلين، ووعدنا؛ ومن أوفى بعهده من الله، ومما هو معلوم أن الدعاء يرد إحدى ثلاث: إما أن يُجاب على الصيغة التي أرادها الإنسان، وإما أن يُدخر ليوم القيامة، وإما أن يُصرف عن صاحبه من البلاء بقدر دعائه، وهذه أوقات الإجابة ينبغي أن يطلبها المسلم وهو يرجو ربه:أولا: عند النداء للصلوات المكتوبة، وعند التحام الصفوف: لقوله صلى الله عليه وسلم: /ثنتان لا تردان أو قلما تردان الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يُلحِم بعضهم بعضاً/.ثانيا: بين الأذان والإقامة: لقوله عليه الصلاة والسلام: /الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، فادعوا/.ثالثا: في السجود: لقوله صلى الله عليه وسلم: /أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء/.رابعا: دُبُر الصلوات المكتوبة: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع؟ فقال: /جوف الليل الآخر، ودُبُر الصلوات المكتوبات/.خامسا: آخر ساعة من يوم الجمعة: لقوله صلى الله عليه وسلم: /يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة؛ منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا آتاه الله إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر/.سادسا: في أوقات من الليل، وخاصة ثلثه الأخير: الليل وقت يخلو فيه المحبون بأحبابهم، فيجد المؤمنون فيه فرصة للأنس بربهم ومناجاته، وهو وقت خصه الله بمزيد فضل المناجاة والدعاء فيه، قال صلى الله عليه وسلم: /إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة/. وقال صلى الله عليه وسلم: /ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: مَنْ يدعوني فأستجيب له؟ ومَنْ يسألني فأعطيه؟ ومَنْ يستغفرني فأغفر له؟/.والقسم الأول من ثلث الليل الآخر وهو جوف الليل الآخر أفضل للدعاء، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع؟ فقال: /جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات/، وهو الموافق لصلاة داود عليه السلام، قال صلى الله عليه وسلم: /... أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه/ فصلاته تبدأ قبل جوف الليل الآخر وتشمله، حتى يبدأ السدس الأخير من الليل فينام.سابعا: عند التعار من الليل وقراءة الذكر الوارد: لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: /من تعار من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد الله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم دعا: رب اغفر لي، غفر له، أو دعا استُجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى قُبلت صلاته/.ثامنا: دعاء العبد ب: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين: لقوله صلى الله عليه وسلم: /دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط، إلا استجاب الله له/.