قالوا إن رئيس الأفغان حميد قرضاي انزعج عندما علم أن وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) تدفع أموالا لمسؤولين في حكومة كابول من أجل تزويدها بالمعلومات! المضحك في الموضوع أن قرضاي الذي نصبته المخابرات الأمريكية يرى في نفسه أنه يمكن أن يخفي شيئا عن الأمريكان في كابول!؟ كيف يصدق عاقل هذا الكلام؟! حكومة شكلية تحكم بلدا محتلا ويطمع رئيس حكومة هذا البلد المحتل أن يخفي شيئا عن المحتلين! لكن الأكثر إضحاكا في هذا الموضوع هو قول (CIA) والحكومة الأمريكية: إن مثل هذه العمليات عادية ولا تثير أي اشمئزاز لدى الأمريكيين أو حتى الأفغانيين أو حتى الرأي العام الدولي!؟ فدفع الرشاوى لحكام من أجل الحصول على معلومات تخص بلدهم هو عمل شرعي تقوم به وكالة المخابرات الأمريكية.. ولا يتعارض مع القانون الدولي ومع الأخلاق الأمريكية في قيادة العالم.. بل ولا يتعارض مع الفساد العالمي الذي تحاربه أمريكا كما تحارب الإرهاب!؟ ليت الأمريكان قالوا للرأي العام بصراحة ما هي نوعية المعلومات التي يقدمها هؤلاء عن بلدهم لأمريكا؟! أغلب الظن أن المعلومات تخص أنشطة قوات حلفاء أمريكا في الحلف الأطلسي والعاملين معها في عملية احتلال بلاد الأفغان! والأرجح أكثر هو أن هذه المعلومات تخص أيضا تسيير القاعدة في أفغانستان والتي تحاربها أمريكا في هذا البلد وفي غير هذا البلد! أمريكا إذن أصبحت البلد الذي يصدر الحروب إلى العالم تحت مسميات عديدة.. مرة الحرب على الإرهاب.. ومرة أخرى الحرب على السلاح النووي.. ومرة أخرى الحرب لدعم الديمقراطية.. ومرة أخرى الحرب لمحاربة الفساد! ومرة الحرب لحماية المصالح الإنسانية!؟ لكن أمريكا أصبحت تصدر للعالم أيضا الفساد.. فهي أكبر راش في العالم للحكام الذين يحكمون العالم الثالث.. وأسطع مثال على تصدير أمريكا للفساد هو ما حدث من فساد في العراق وما يحدث الآن في بلاد الأفغان! هل بعد هذا بقي لأمريكا وجه يمكن أن تقابل به العالم كما كانت تفعل قبل 50 سنة وقبل أن تتحول أمريكا فعلا إلى إمبراطورية للشر؟!