المار بقرب شارع جيش التحرير بالمدية، وكذا محطة سيارات الأجرة القديمة، لا بد وأن يلفت انتباهه مشهد الشباب والشيوخ يتنافسون على كرات من حديد تعد بمثابة المتنفس لهم، ففرق المدية في هذا الاختصاص معروف عنها أنها من بين أحسن الفرق الوطنية، حيث تصدرت المدية من خلال فريقها الأولمبي المراتب الأولى وشرفت الجزائر في المحافل الرياضية الدولية يعكف هواة هذه الرياضة على تنظيم دورات ما بين الأحياء وحتى البلديات المجاورة لكسر روتين الصيف القاتل، والذي يفضل الكثير من سكان المدية تمضيته في لعب الكرة الحديدية كل مساء وفي السهرات الرمضانية، وآخرون يتوجهون إلى شواطئ البحر أو المتنزهات العمومية والفضاءات الخضراء، على قلتها بهذه الولاية، حيث تعد غابة بن شكاو المتنفس الوحيد لهم. وقد زادت الأجواء الصيفية من الإقبال على هذه اللعبة خاصة بعد منح رخص استغلال الأكشاك المتواجدة في المحطة القديمة لسيارات الأجرة بجوار مركب إمام الياس، والتي أصبحت هي الأخرى بالفعل متنفسا للعائلات المدانية خلال فترات المساء وفي السهرة، إذ يتخيل لك وأنت مار بجوار هذه الأماكن أنك في مكان سياحي ولست في مدينة سياحية، الأمر الذي دفع بهواة لعبة الكرة الحديدية إلى الاستمرار في اللعب من ساعات الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة من الليل، نظرا لتوفر الإضاءة في ملاعب الكرة الحديدية. وتجدر الإشارة إلى إن هذه اللعبة المحبوبة جدا من طرف سكان مدينة المدية، يتم التنافس فيها على شكل فريقين كل فريق يضم 6 لاعبين والفائز فيها من يتمكّن من حصد 13 نقطة. وتكمن حلاوة هذه اللعبة التي ورثها أهالي المدية أبا عن جد في التفاف طبقات المجتمع حولها، حيث تزول الفوارق بمجرد الدخول في اللعبة، فنجد منهم الشاب والكهل والشيخ جنبا إلى جنب، كما نجد الطبيب والمعلم والبطال وحتى المتقاعدين من أمثال الحاج عاشور المعروف بنكته وسط هواة هذه الرياضة التي ينام ويصحو على وقعها أهل التيطري.