دقت الجمعية الوطنية المهنية للإنتاج الحيواني للبياطرة ناقوس الخطر بخصوص انتقال العدوى، بعد اجتياح داء حمى “النيل الغربي” المستثمرات الفلاحية لمربي الدواجن بالمغرب، وإصابة الكثير منهم بالمرض وهلاك عدد آخر البياطرة يؤكدون غياب لقاحات لمكافحة المرض والمربون يدقون ناقوس الخطر ما جعل مربو الدواجن بالجزائر والبالغ عددهم أزيد من 400 ألف يتخوفون من انتقال العدوى إلى دواجنهم، خاصة بعد الخسائر المادية المعتبرة التي تكبدها المربون هذه السنة جراء الحرارة المرتفعة لهذا الموسم، بعد تسجيل هلاك قرابة 100 ألف دجاجة. في ظل غياب اللقاحات لمكافحة المرض الذي أصبح على مقربة من الشريط الحدودي الغربي، في الوقت الذي يقوم فيه المهربون يوميا بإدخال أزيد من ثلاثة آلاف كتكوت إلى أرض الوطن، وذلك ما زاد من مخاوف المربين الذين ينشط منهم 70 بالمائة بطريقة غير شرعية ولا يستفيدون من تعويضات في غياب التأمين. كشف الأمين العام للجمعية الوطنية المهنية للإنتاج الحيواني، السيد بن دنيا سعادة، أن داء حمى النيل الغربي قتل السنة الماضية 30 رأسا من الدجاج بعد إصابة 636 دجاجة بالمرض، وفي 2008 أصيبت 1656 دجاجة بالمرض الذي أهلك 45 دجاجة، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، بعدما اقتصر المرض على 44 دولة في العالم. وفي سنة 2007 مس المرض 3630 دجاجة وقتل 125 أخرى، حيث أن المرض كما يضيف محدثنا يصيب الدواجن والطيور المهاجرة لينتقل منها إلى الإنسان عن طريق تكاثر الحشرات الخاصة التي تنقله، وتبدأ أعراض الإصابة به عند الإنسان بارتفاع درجة حرارته الشبيهة بالإنفلونزا مصحوبة بتوتر عصبي شديد، يصل بالشخص إلى حد الموت بعد تدهور صحته. كما أن أول ظهور للمرض سجل بإفريقيا بمنطقة أوغندا التي تطل على نهر النيل، ومنه استمدت تسمية الفيروس الذي انتقل إلى الشرق الأوسط وبعدها أوروبا ثم أمريكا، فيما يبقى الفيروس يتكاثر في المناطق التي تكثر فيها الأوساخ، الأمر الذي بات يتطلب شن حملة تنظيف واسعة من قبل مصالح النظافة للبلديات بالولاية لرش كل الأماكن الخاصة بتربية الدجاج قصد تفادي تواجد تلك الحشرة. وفي سياق متصل دعا رئيس الجمعية السلطات الأمنية المشتركة على الشريط الحدودي الغربي بتشديد قبضتها على المهربين، لتفادي إدخال الكتاكيت المغربية لمنع انتشار وتسرب العدوى بين دجاج المربين المحليين، خاصة بعد ارتفاع سعر اللحوم البيضاء الذي أصبح يفوق 220 دينار للكيلوغرام الواحد عند المربين و400 دينار عند باعة التجزئة، ما جعل الكثير من المضاربين يقومون باستيراد كميات منه من الخارج. وبالرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الفلاحة للمربين للحفاظ على الثروة الحيوانية بكل أنواعها من الأمراض، خاصة داء البريسيلوز الذي أهلك أكثر من 66 بقرة، إلى جانب داء الحمى المالطية والجدري والسل وغيرها، والتي باتت تكلف الدولة أموالا ضخمة، إلا أن مشكل اللقاح الخاص بمرض حمى النيل الغربي أصبح اليوم مفقودا في السوق الوطنية، ما زاد في قلق المربين من هلاك جميع الدواجن هذا الموسم. من جانب آخر أضاف السيد بن دنيا سعادة أنه في ظل هاته الوضعية وانعدام اللقاحات، فإن الجمعية الوطنية المهنية للإنتاج الحيواني للبياطرة، ستطرح خلال الصالون الدولي للدواجن المرتقب تنظيمه أيام 12، 13 و14 أكتوبر من الشهر المقبل، بقصر المعارض بوهران، واقع القطاع على ضوء انتشار داء حمى النيل الغربي، الذي سيناقش في جلسات ووضعه تحت المجهر فيما سيتم رفع كل انشغالات المربين والفاعلين في القطاع على الوزارة الوصية للتصدي للمرض، الذي بات يهدد الدواجن التي يرشح أن تصل أسعارها خلال الأيام القليلة القادمة إلى حدود خيالية، خاصة أن العائلات الجزائرية تقبل بشكل كبير على اقتنائه بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.