”السفّاح الاقتصادي” عميل مخابراتي يتجسس في الجزائر بتواطؤ دولي أوقع المكتب الأمريكي للخبرة المحاسبية ”ك. إ. جي” الجزائر في فخ ”السفاح الاقتصادي”، الذي يتميز بمواصفات عميل مخابراتي وينشط على أساس أنه خبير اقتصادي، وأنه مستشار دولي كبير في قطاع من القطاعات التي تتطلب خبرة أجنبية لبناء الاقتصاد المحلي، وقد يكون فريقا لمكتب مدرب على يد وكالات الاستخبارات الدولية منها ال”سي آي إي”، مثلما حدث للجزائر على يد مكتب الخبرة المحاسبية الأمريكي، يقول الخبير مسدور، الذي أكد بأنه خلّف فضائح محاسبية ضخمة، بعد أن تلقت الجزائر ضربة موجعة في قضية الخليفة، الإمبراطورية التي انهارت بين عشية وضحاها. وكانت ”الفجر” قد تناولت في عدد خلال العام الماضي موضوع ”السفاح الاقتصادي”، بعد أن نشر خبير يهودي تائب من منظمة المخابرات الأمريكية ”سي آي آي” اسمه بركنز، كتابا تحدث فيه عن كيفية أسر ضحاياه من رؤساء دول إفريقية -لم يذكرهم- تحت غطاء الاستشارة ونقل الخبرة الأجنبية، تحت قيود خبرته وإخضاعهم للتبعية الأمريكية وبعض الشركات الأجنبية، وقد أثبتت تجربته نجاح عملاء المخابرات في غزو دول بأكملها، سلاحهم فيها الاستشارات، ويتم الترويج لهم عن طريق الشركات المتعددة الجنسيات، التي لعبت دورا كبيرا في ممارسة لعبة ”السفاح الاقتصادي” لتخريب اقتصاديات الدول النامية على وجه الخصوص، وقال عنه آنذاك خبير الشؤون الاقتصادية، فارس مسدور، أن أمر هذا اليهودي لا يختلف عن مكائد معظم مكاتب الخبرة والاستشارات الأجنبية التي تقوم بدراسات تقويمية لمشاريع الدول الإفريقية منها الجزائر، التي تلجأ إلى خبراء أجانب لبناء الاقتصاد الوطني. وحذّر حينها الخبير، الجزائر من أن تسقط في الفخ، بعد أن أكد على فضائح قضية شركات الخليفة ”إنها جزء من تلاعبات السفاحين، وهي ضربة مصرفية مالية أخلطت أوراق الجزائر حاليا بعد أن تحولت القضية إلى العدالة الدولية”. أما الخطر الذي يحمله ”السفاح” فيتعلّق بإثارة الأزمات الخانقة التي تؤدي إلى الاقتراض والمديونية، التي تتواطأ فيها قوى البنك العالمي وصندوق النقد الدولي مع العملاء، لبلوغ أهداف ”قاهرة” للدول المدانة، في حين تمتلئ خزائن البنوك لدى الدول الغربية التي تتبع هذه السياسة، من جهة أخرى، وبالنظر إلى نظام الاقتصاد الجزائري المُعتمد على النفط، يقول مسدور ”أصبحت ضمن المستهدفين من قبل عملاء المخابرات الاقتصادية، وقد وقعت في فخهم بعد تسجيل فضائح محاسبية خطيرة مؤخرا، ناجمة عن تلاعبات مكتب أمريكي متخصص، مارس التجسس داخليا بتواطؤ من شركات دولية، غرضها السيطرة على سوق الاستثمارات ومعرفة السبيل إلى المناورة لكسب ودّ الحكومة”. مضيفا -دون أن يذكر أرقام الفضائح والشركات المتواطئة- أن مخططات المكتب الأمريكي ”ك. إ. جي” جاءت وفق تصميمات مستهدفة، وقد حدث وأن تأزم الوضع في المكسيك سنة 1996، حينما أطاح باقتصادها السفّاح ”سايسروس” ذو المنشإ اليهودي، لاسيما وأن الموقع الاستراتيجي للجزائر قاريا، وترشحها لتقلّد ”عرش إفريقيا الاقتصادي” مناصفة مع جنوب إفريقيا، وراء أطماع السفاحين فيها، حيث تلقت الدولة ضربات ”موجعة” عبر أزمات في مختلف الميادين، كانت مدروسة وبإحكام، على غرار أزمة 1986، والديون التي أثقلت كاهل اقتصادنا، نتج عنها إتلاف مخططات التنمية وتسريح العمال، إضافة إلى دخول الشركات المتعددة الجنسيات بقوة لدرجة أنها استحوذت على جل المشاريع الكبرى، لاسيما المتعلقة بالمحروقات، ولولا تهدئة الأوضاع بطرق أفشلت الاستهدافات، لتجرّعت الجزائر ”سموم السفّاحين” من وقتها، ورغم ذلك تبقى أزمة الخليفة خير دليل على توغّل العملاء في شؤون الدولة اقتصاديا، والآن المكتب الأمريكي، وقد أقرّ مسدور سابقا، بتلقي ضربات داخلية وخارجية من قبل السفاحين، مبرزا دورهم في مغالطة الرؤساء ”حيث إن المواصفات التي تحدث عنها بركنز في استشاراته لرؤساء أفارقة قصد الإطاحة باقتصاديات دولهم تنطبق على رؤسائنا السابقين”.