تحول موقع ”فايس بوك” الذي انخرط فيه أزيد من مليون جزائري، إلى فضاء مفتوح لكل الطبقات، بما فيهم الخبراء ومستشارو مختلف القطاعات، يجتمعون في جلسات عن بعد، لطرح قضايا وتناول مواضيع ”ساخنة” لها علاقة بالإقتصاد الوطني، ويتم تشريحه أمام أعين الرأي العام، إذ بإمكان أي شخص أن يشارك ويطرح الأسئلة ويتلقى الإجابات أيضا من طرف هؤلاء في زمن الدردشة حوارات مفتوحة عن بعد وجلسات يُشارك فيها الرأي العام المحلي والدولي يلجأ خبراء الشؤون الإقتصادية وبعض الإعلاميين وفئة اجتماعية متباينة التفكير والإيديولوجيات، وتختلف من حيث الثقافات والخلفيات التي يمتلكها كل فرد عن موضوع ما، إلى موقع ”فايس بوك” لطرح قضايا الساعة في المجال الاقتصادي، وقد يطرحها خبراء أو إعلاميون أجانب، ثم يتناقش حولها جزائريون وعرب وربما أوروبيون، ومختصون من قارات أخرى، يجتمع هؤلاء في ندوات عن بعد، شبيهة بالندوات الصحفية الإعتيادية، لكنها تختلف عنها فيما يخص الطرح والمشاركة، إذ بإمكان أيّا كان أن يطرح تساؤلا حول أي قطاع، لاسيما قضايا الساعة، وما يتمخض عنها من ردود فعل محلية ودولية. وهنا يتدخل الخبراء وأهل الإختصاص لتقديم الأجوبة ودراسة انعكاسات هذه الردود من الناحية الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية. كما يتم تداول القضايا من حيث التشريح، ويفسر كل خبير المفاهيم والنقاط الأساسية لكل موضوع على حسب إيديولوجيته، ومدى تحكمه في التخصص. فيما تتهاطل عليه الأسئلة من كل جهات الوطن والعالم، كل سؤال له علاقة بزاوية من زوايا الموضوع. ويرى الخبراء أن فضاء ”فايس بوك” رحب لاستقبال نقاشاتهم وإسهاماتهم أفضل مما هو عليه في الندوات والمؤتمرات الصحفية واللقاءات العلمية، خصوصا في ظل النزاع القائم بين عدد من هيئات وجمعيات رؤساء المؤسسات والباترونة في الجزائر، حرب الزعامة والسيطرة التي يطرحها كل فريق من المنخرطين في هذه التكتلات، بغية فرض منطقهم ولو على حساب الإقتصاد الوطني.. لذلك يلجأ الخبراء إلى جلسات ”عن بعد” لإخراج كبتهم المشحون بأطروحات ”ساخنة”، ولكلٍ وجهته وتفكيره، لمنع التلاعب بهم واحتسابهم على طرف دون آخر في لقاءات الباترونة، في انتظار أن يستقر رأي هؤلاء الخبراء على إنشاء جمعيات إلكترونية، منهم من يبادر حاليا إليها، مع تنصيب مواقع لها على النت، لإدارة حوارات ونقاشات تعكس مدى مصداقيتهم أو تحرك فيهم نشاطات البحث واختبار الكفاءات، بينما لا تزال النزاعات تطبع معظم اتحادات جمعيات مستشاري المؤسسات والمقاولات المحلية، وأخرى دخلت في سبات، على أن تحيا عند إحياء المناسبات. لذلك اختار الخبراء ”فايس بوك” لمواصلة مشوارهم التحليلي، وتشريح الإقتصاد الوطني، الذي أصبحت معالمه واضحة للرأي العام العالمي.