يتناول العمل الروائي الموسوم ب”رصاصة واحدة تكفي” للكاتب الجزائري المغترب، رابح فيلالي، عن جزائر التسعينيات، التي واجهت فيها صناعة الحياة جبروت ثقافة الكراهية والإقصاء بكل عنفها وامتدت إلى نقاط ساخنة في جهات العالم الأربع وهي تجربة عاشها الكاتب كمراسل صحفي لعدد من القنوات التلفزيونية العربية التي كانت تتناقل أخبار الجزائر وما كان يمر به الشعب الجزائري آنذاك. يقول فيلالي عن هذا العمل، إنه إحالة للذاكرة الجزائرية والإنسانية، بعد سنوات من معايشة هذا الواقع، الذي حاول من خلال نصه الروائي الجديد، أن يعيد تلك الأحداث وتلك التجربة إلى العيان، عن طريق مشاهد لا تزال حية في قلب الكاتب وأشخاص آخرين عايشوا مرحلة في رحلة وطن، هذه الرحلة التي امتلأت بالأحزان وغادر فيها الفرح يوميات شعب بكامله، وعودة لم تلغها رحلة الإغتراب التي عاشها ويعيشها الكاتب، وكأن بالنص سيرة ذاتية عن حياة الكاتب ليس إلا.. فمن باريس إلى واشنطن عبورا بدولة الإمارات التي اشتغل بها فيلالي بعد مغادرته لتراب الوطن، تتوالى أحداث هذه الرواية التي يقول في أحد مقاطعها “أيها العابرون على جثتي انتبهوا لا يزال فيّ بعض النبض يتحرك.. أنا ممدد هنا، لكن في البال كثير منكم لا يزال يملأ ذاكرتي بالحضور وبالأغنية. الجثة نقلت إلى حيث يراد لها أن تستقر، حتى لا تزعج أحدا ممن يكرهون إزعاجها!. حدث ذلك في الموعد والتاريخ، وبالطقوس التي تعرفون، وكنتم جميعكم، شهودا عليها.. لكن العبور ذاك، لا يعني أني لا أراكم، لا أشعر بكم ولا أعرف وقع خطواتكم عندما تأتون.. وتغادرون”. ويرى رابح فيلالي أن يعيش الإنسان التجربة من الداخل حتما ليس كما يسمع عنها، وهو بهذا الإعتراف يختصر الوجع الذي سكنه من مدينة اسمها قسنطينة، وهي مسقط رأسه ،التي قال عنها في أحد مقاطع الرواية “المدن نوعان.. مدن نسكنها ونغادرها وتنتهي العلاقة بها في لحظة المغادرة إياها ومدن أخرى تسكننا هي بغير إرادتنا.. ولا تغادرنا حتى وإن غيرنا وجربنا كافة عناوين الدنيا.. قسنطينة واحدة من تلك المدن التي تطبعك ولن تغادرك غيرتها أو بقيت للسكن في حاراتها.. أخاف جدا أن تتحول المدينة إلى موسم جنائز متصل وتسرق حقيقتها”. للتذكير، فإن رابح فيلالي إعلامي وكاتب جزائري يقيم بواشنطن، أعد وقدم العديد من البرامج في التلفزيون الجزائري، ثم انتقل للعمل في الإعلام العربي المهاجر، ويعمل مراسلا متنقلا لعدد من المحطات الإخبارية العربية، أين ساهم في تغطية أحداث عالمية وحروب عدة. له عدة مؤلفات تتوزع بين الرواية والكتابة السياسية المختصة، نشر بعضها في عدة دوريات عربية وأجنبية، ويعمل حاليا على إعداد كتابة الجديد للطباعة “رسائل إليك”.