وأضاف: سوف نتكلم في معيار المروءة عند الزوج. مثلا ألا يسأل زوجته لماذا أبوها مثلا باع الأرض ولم يعطها شيئا، أن أخاها رسا عليه عطاء معين في صفقة معينة في كذا، ولكن لم نر منه خيرا.. “مروءة الزوج”.. هذا هو الموضوع الذي اختاره الدكتور عمر عبد الكافي وناقشه في برنامجه “أخلاقنا في الميزان”، وكان قد تناول في إحدى الحلقات الحديث عن معايير خُلق الزوج، وفي الحلقة الجديدة تحدث على مروءة الزوج، وأشار إلى أن معيار المروءة هذا يقتضي أن يستوعب الزوج عصبية زوجته، وبالذات في الأيام التي لا تصلي فيها، لأن هذا أمر من الله سبحانه وتعالى تكون فيها متوترة عصبية، يستطيع أن يمتص منها الإنسان بحنان الله العظيم العصبية أو الحدة التي هي موجودة عند الزوجة، وهذه الأيام أيضا فيه معيار إدراك المسؤوليات أو المهام التي تقع على عاتق المرأة في هذا العصر العجيب، أصبحت متلاحقة عليها كثيرا.. فهي يجب أن تمثل وزارة الإقتصاد ووزارة المالية، ووزارة التموين ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية والخارجية في البيت، لأن وزارة العلاقات العامة كل هذه تقوم بها المرأة في إحسان تصرفها في كل هذه الوسائل أو هذه الأشياء..! ولكن أحيانا الزوج إذا عاد من خارج بيته من عمله طبعا، بلا شك، يريد زوجة مبتسمة الوجه مرحبةً به، مقنعة من حولها أن أهم شخصية في الكون قد وصلت إلى البيت، ولكن يبدو أنه يطلب أحيانا المزيد وهو ينسى أنها منذ صبيحة اليوم وهي قد أعدت أبناءها للذهاب إلى المدرسة وجهزتهم، وبعد أن قامت إلى إعداد الإفطار، ثم إلى ملابس الصغار بالذات في السن المراحل الأولى من التعليم، ثم استقبلت التلاميذ أبناءها من المدارس أو الجامعات من يريد تجهيز الإفطار أو الغداء، كل هذا والأم تتعايش مع هذه المشاكل كلها.. يأتي الزوج يظن أن الزوجة متفرغة تفرغا كاملا لاستقبال رب الأسرة. هذا ليس من المروءة، هذه من خوارم المروءة، أو أن والد زوجتي قد توفاها الله والزوجة لم تنتبه كي تكون وكيلا عنها في ميراث أبيها، فلا داعي من خوارم المروءة أن تدس أنفك.. ماذا ترك أبوك، ماذا أعطاك أبوكِ، كيف أن أمك تتحكم إلى الآن في قضية الميراث، وأن أباكِ قد مات منذ خمس سنوات.. الزوجة لها ذمة مالية منفصلة، هي باعت لأخيها اشترت من أخيها، وكلت أخا لها أعطت أختها، تصدقت بجزء من مالها.. هذا أمر لا دخل به، إنما تدس أنفك هذا أمر خطير، طبعا بما لا شك نأتي إلى معيار الزوجة عندما تبتلى الزوجة بقضية الوظيفة. هذا أمر واقع مر نعيشه بعد أن كانت المرأة تعمل أعظم عمل، وهي ربة البيت وربة الدار وربة الأسرة، وللأسف الشديد يكتب في بعض الهويات في بعض البلاد الإسلامية أنها لا تعمل مع أنها تعمل عملا وأعظم عمل وهو مراعاة النشء وتخريج النشء، ولكن إذا ابتليت المرأة واضطرتها الظروف أنها تعمل وسط الظروف والمعايير الإسلامية مما وضحه الكتاب والسنة أن ما يدخل في راتبها وهذا يعود إلى الاتفاق. ما معنى الاتفاق؟ أن الزوجة تغيب ثماني ساعات عن البيت كما يخرج الزوج عن البيت ويعود السابعة مثلا، من السابعة صباحا إلى السابعة مساءً. أيضا سبحان الله العظيم من السابعة صباحاو وتعود أيضاو يعني تقطن خارج البيت حوالي ثماني ساعاتو هي تشاركه بجزء من راتبها في نفقات البيت بالاتفاق وليس بنسبة محددة. لا يأتي فقيه ويقول نصف راتبها كل راتبها كل ما يدخل لها الراتب الأساسي نعم، ولكن الحوافز والحوافز التشجيعية، الأموال، هذه لها، نحن لا نعيش في الغرب، نحن نعيش بأسس وتكافلية. ويوضح الدكتور عبد الكافي قوله قائلاً: “الله سبحانه وتعالى يقول:”هن لباس لكم وأنتم لبس لهن”.. فهي كما يقولون في المثل ستر وغطاء، كما قالت المرأة العربية لابنتها عند زواجها: كوني له أرضا يكن لك سماء، كوني له فراشا يكن لك غطاء، كوني له أَمة يكن لك عبدا وشريكا. أرى من خوارم المروءة أن الرجل يكون في البيت فيطرق الباب فيقول لزوجته افتحي الباب؟ هذه من خوارم المروءة. سبحان الله يعنى إن لم يكن لك ولد يفتح الباب، فعليك بفتح الباب لترى من الطارق، لا داعي بأن تخرج زوجتك في صغير الأمر وكبيره. عند اجتماع أولياء الأمور في المدرسة لا تصدر الأم وحدها ليستشعر الولد أن أباه ما زال على قيد الحياة، وأن أباه يعرف في أي صف دراسي هو، ويدرك أن أباه يدرك أن له بنت في الصف الفلاني ويأتي ليسأل عنها معلماته ويسأل عنها في حلقة المعلم في التواصل بين المدرس وأولياء الأمور في المدرسة، لا يترك الأم وحدها تحمل هذه الأمور وحدها، إذا كان وقتك يسمح، أنا أدرك الآن الرجال يشتغلون بعمل وعملين وثلاثة أعمال، ويسير في عمله كالدوامة صباحا ومساء، يصبح ترسا في آلة كبيرة، ولكن مشاركة الزوجة في قضية الإهتمام لأولادها قضية مهمة. وأيضا من المعايير الخطيرة التي نراها في كثير من البيوت، أن الرجل إذا غضب من زوجته طردها من البيت، هذه مصيبة كبيرة، هذا ليس في الإسلام. لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن أبدا لأن هذا بيتها، هذا مملكتها. وأعلم أن المرأة إذا طردت مرة من بيتها فإن كرامتها كما يقولون تتبعثر، وبالتالي يكسر شيء في قلبها كالزجاجة لا ينصدع ولا يلتئم مرة أخرى. وأنت يا ابنتي إذا غضبتِ هذا بيتك. يعني هو غاضب يغير وضع البيت، يذهب إلى بيت أمه أخيه.. إن معيار الزوجية الصحيحة أن لا يترك البيت، ألا يهجر إلا في المضجع حتى لا يغادر غرفة نومه، يعطيها ظهره.. هذا هو الإسلام!