اختتم مسرح عز الدين مجوبي بعنابة، أول أمس، فعاليات تذكارية الأديب الراحل الطاهر وطار، وسط حضور متواضع لمختلف الأقلام الأدبية والفكرية من داخل الجزائر وخارجها، حيث غابت العديد من الوجوه الأدبية عن تنشيط التظاهرة التي لم تمكن من متابعة شريط مصور يعرض الأيام الأخيرة للراحل، نتيجة عطب تقني حرم العديد من الوافدين على مسرح عز الدين مجوبي علمت ”الفجر” أن عددا من المطبعيين الجزائريين والناشرين، يحضّرون لرفع عريضة لوزيرة الثقافة، خليدة تومي، يطلبون منها ضرورة التدخل السريع والفعلي، لصرف مستحقاتهم المالية المتعلقة بمشروع دعم الكتاب وترقية الآداب والفنون، الذي تشرف عليه الوزارة منذ سنوات. يأتي هذا القرار الذي اتخذه هؤلاء، حسب أحد المطبعيين، الذين سيوقّعون هذه العريضة، والذي رفض الكشف عن اسمه، بعد تأخر الوزارة في دفع مستحقات 40 ناشرا، منذ سنة 2008، بعدما تأخرت دائرة الكتاب والقراءة العمومية بوزارة الثقافة التي يشرف عليها رشيد حاج ناصر، عن تسديد فواتير الطبع للناشرين الوطنيين، وهو ما جعل الناشرين والمطبعيين يتكبدون خسائر كبيرة جداً، ستؤدي بهم إلى إشهار الإفلاس إذا واصلت الوزارة المعنية تجاهلهم، وعدم فتح الحوار معهم، خاصة أن هؤلاء الناشرين، حسبما صرح به ل”الفجر”، المطبعي حسناوي محمد صاحب مطابع حسناوي، بالعاصمة، حيث قال: ”في الوقت الذي تعرف حركة الطبع في كل أرجاء العالم تخوفا شديدا بعد الإرتفاع الرهيب لأسعار الورق، حرصنا نحن - أي المطبعيون الجزائريون - أن نواصل التحدي ونساهم في تحسين سياسة الكتاب في الجزائر، خاصة بعد الدعم الكبير الذي أولاه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في السنوات الأخيرة للكتاب، ولكن سياسة اللامبالاة التي أصبحت تنتهجها الوزارة مع بعض الناشرين لن تكون في صالح دعم مشروع الكتاب الذي أقره الرئيس”. وأضاف المتحدث أنهم كمطبعيين قاموا بطبع العديد من الأعمال الأدبية والفكرية والثقافية في إطار برنامج ألف ومئة إصدار سنويا، ومشروع القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، وهم في الفترة الحالية يقومون بالتحضيرات الخاصة بطبع الأعمال التي ستصدر بالموازاة مع احتضان الجزائر لتظاهرة ”تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011”، لكنهم لن يقوموا بأي خطوة إلى الأمام في إطار هذا المشروع الضخم لأنهم يتخبطون منذ 14 شهر في المعاناة جراء عدم تلقيهم أي فلس من دور النشر التي تم طبع العديد من الإصدارات فيها، دون أخذ أي مستحقات مالية منهم، وهو ما جعلهم يدخلون في خلافات بسبب تأخر طبع العديد من الأعمال التي ستصدر مع بداية الدخول الأدبي الجديد بالموازاة مع تنظيم الطبعة ال15 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، المزمع تنظيمه أواخر الشهر الجاري إلى غاية السادس من شهر نوفمبر المقبل. وأمام هذه الخسائر المادية الضخمة التي يعاني منها العديد من المطبعيين الجزائريين على غرار مطابع حسناوي، بن ميرادي، مدني، ومطابع بوعروج، الذين سيشاركون رفقة 15 مطبعيا آخر وحوالي 30 ممثلا لدور نشر وطنية، قرر هؤلاء رفع عريضة للوزارة، بهدف إيجاد حل سريع وفعلي لهذه المشاكل التي يتخبطون فيها يوميا، ومنذ حوالي 17 شهر، قبل أن تزداد وضعية النشر تدهورا أكثر مما هي عليه الآن، خاصة أننا أصبحنا نجد العديد من الأعمال التي تطبع في بعض دور النشر الوطنية كارثية، إذ يستعين هؤلاء الناشرون على الورق الرديء في طبع الأعمال الموكلة لهم من قبل الوزارة، في ظل غياب الرقابة من قبل إداريي هذه الهيئة التي من المفترض أن ترعى الكتاب وتحرص على دعم الكتاب والناشرين والمطبعيين، خاصة بعد تلقي هذه الهيئة - وزارة الثقافة- قرارات خاصة من قبل رئيس الجمهورية بغرض النهوض بقطاع الكتاب في الجزائر. وعلّق أحد المطبعيين، في حديث جمعه معنا، على القرارات التي اتخذتها الوزارة بخصوص عدم التوقيع على الفواتير التي أودعها الناشرون لدى دائرة الكتاب بوزارة الثقافة قائلا: ”الوزارة قررت أن تقتل الكتاب في الوقت الذي كان عليها أن تحييه”، فيما علّق آخر قائلاً:”وزارة الثقافة برمجت موت الكتاب في الجزائر، وهي التي كان عليها أن تبحث عن الكيفية المثلى للنهوض بهذا القطاع رفقة المعنيين بهم، وهم الناشرون، الكتاب، والمطبعيون”.